
يتصدر الحديث عن الانتخابات الأمريكية وزواياها المتباينة كافة الصحف والمواقع الاخبارية العالمية، بدءا من شرح استطلاعات الرأي بشأن الأوفرحظا في الفوزبالانتخابات إلى التغيرات التي طرأت على الانتخابات طوال تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقال للكاتب الأمريكي “ديفيد بروكس” بعنوان “الانتخابات تجري بوقت مبكرللغاية”، حيث ألقى الكاتب نظرة إلى أميركا بين عامي 1880 و 1910، مؤكدا أن نتائج الانتخابات ستكون متقارية وستظل هذه الأمة منقسمة على نفسها إلى نصفين مريرين ومتساويين تقريبا.
ويشيرديفيد بروكس، أن الديمقراطيين اليوم لا يتحدثون كثيرا عن المقترحات الجذرية، مثل الرعاية الصحية للجميع، التي بدت عصرية أوائل عام 2020، في الوقت ذاته تتحرك البلاد نحواليمين بشأن قضايا مثل الهجرة والاقتصاد وهاريس تتحرك معها. كما يبدو لبروكس، أن هذه الانتخابات تأتي قبل الاوان بكثير، فهي تأتي قبل أن تتوافر الشروط الثقافية والمدنية، التي قد تؤدي إلى تسريع وتيرة الإصلاح السياسي والتشريعي، معتبرا أنه من غيرالعدل أن نطلب من هاريس، التي كانت مرشحة رئاسية لمدة 3 أشهرفقط، أن تضع رؤية للتجديد الوطني الشامل في ظل هذه الظروف، فإن الساسة وخصوصا عندما يترشحون لمنصب ما لا يصبحون سوى انتهازيين محترفين، يحاولون إرضاء الكتل الانتخابية ونادرا ما يحملون رؤى حقيقية.
أما صحیفة إندبندنت العربية فتصدرها مقال للدبلوماسي المصري “نبيل فهمي” والتي حمل عنوان ” الانتخابات الرئاسية والتحولات المجتمعية”، حيث راى فيه، إن المؤشرات السياسية الأخيرة تعكس أن هناك عدم استقرار وإعادة تشكيل في الساحة السياسية الأميركية مع عدم ارتياح نسبة كبيرة من الناخبين من ممارسات الحزبين، مما قد يجعل نتيجة الانتخابات الرئاسية والنيابية تحسم وفقا لتوجهات فئات مختلفة، عما اعتدنا من الناخبين.
وأضاف نبيل فهمي قائلا، أنه من الصعب ترجيح فوزمرشح على الآخر قبل الانتخابات بأقل من أسبوع، وإنما سيجد الفائزمجتمعا أميركيا مستقطبا غير حاسم في توجهاته وغير متحمس للانغماس في مشروعات دولية طموحة تحمله مسؤوليات ونفقات باهظة، وكلاهما سيكون براغماتيا في السياسة الخارجية وفقا لحسابات توازن القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، مع تبني هاريس سياسات أقرب إلى المواقف الديمقراطية التقليدية، لأن طموحاتها ستشمل إعادة الانتخاب لولاية ثانية، وإدارة بايدن ستكون أقوى وأكثر حسما خلال الأشهر المقبلة وقبل انتقال السلطة لها، في حين ترمب غير مؤهل للانتخاب مرة أخرى باعتباره رئيسا سابقا، لذا يصب اهتمامه على ترسيخ مكانته السياسية كطرف ناجز ومؤثر يميني التوجه غير مقيد بمواقف تقليدية وإنما لا يميل إلى مغامرات خارجية وانتخابه سيجعل إدارة بايدن “بطة عرجاء” وفقا للتعبير الأميركي، وأقل تأثيرا عما مضى باعتبار أنه لم يبق على عمرها سوى شهرين.
وتحت عنوان “الانتخابات الأمريكية.. تاريخ وتعقيدات وشعب لا يختار رئيسه” علق الصحفي “احمد الشنقيطي ” في صحيفة البيان، أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة يعد أحد أكثر الأنظمة تعقيدا في العالم، ويتضمن آليات فريدة يأتي على رأسها نظام المجمه الانتخابي والذي ببساطو أن انتخاب الرئيس الأمريكي ليس بالتصويت الشعبي بل عبر المجمع الانتخابي. وكان هذا النظام قد تأسس بموجب الدستورالأمريكي الذي تم اعتماده في عام 1787، وتم تصميمه لتفادي الاستبداد وحماية حقوق الولايات ويجمع بين الديمقراطية المباشرة ونظام تمثيل الولايات.
ويؤكد الشنقيطي، أن السباق الانتخابي القادم ملامحه شبه واضحة، إذ أخذنا في الاعتبار أن معظم الولايات معروفة التوجه منذ الآن، حيث ضمن الديموقراطيون: كاليفورنيا والساحل الغربي ونيويورك والساحل الشمالي الشرقي وولايات كولورادو وإلينوي ومينيسوتا وفرجينيا ونيومكسيكو وهاواي، (226 مندوبا)، في المقابل يضمن الجمهوريون: تكساس والولايات الداخلية والجنوبية وفلوريدا وأوهايو وساوث كارولينا ووست فرجينيا وأيوا وآلاسكا، (219 مندوبا)، يبقى الصراع قائما على نحو سبع ولايات غير محسومة: بنسلفانيا (19 مندوبا)، نورث كارولينا وجورجيا (16 مندوبا لكل منها)، ميشيغن (15 مندوبا) أريزونا (11 مندوبا) ويسكونسن (10 مندوبين)، وولاية نيفادا الصغيرة (6 مندوبين).
ويعتبراحمد الشنقيطي، أن نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة فيه عدة تعقيدات، من أبرزها، نظام المجمع الانتخابي الذي قد يؤدي إلى فوز مرشح بعدد أصوات أقل من منافسه في الانتخابات الشعبية، كما حدث في انتخابات عامي 2000 و2016. كما يعد التوزيع غير المتكافئ الذي يعطي المجمع الانتخابي وزنا أكبر لولايات أقل سكانا، أحد أبرز التعقيدات. وأخيرا اختلاف الانتخابات الأولية من ولاية إلى أخرى.
ونظرا لتقارب استطلاعات الرأي بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وتشديد التنافس بينهما بشكل محموم في الولايات المتأرجحة لكسب الأصوات الناخبين فيها، يؤكد التقرير التي نشرته صحيفة الخليج إلى وسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان وهي ولايات الجدارالأزرق التي تعتبرحاسمة للفوز كما حدث في انتخابات عام 2020.
كما يؤكد التقريرأن ولاية ميشيغان تشكل إحدى ساحات المواجهة الرئيسية بين هاريس وترامب لكسب أصوات الناخبين العرب والمسلمين فيها، إضافة إلى العمال النقابيين والناخبين السود، ذلك أنه يمكن لأصوات الناخبين العرب والمسلمين التي تشكل 1 في المئة من إجمالي الناخبين أن تحسم النتائج في الولايات المتأرجحة ومن بينها ميشيغان. ووفقا للمعهد العربي الأمريكي، فإن ربع الأمريكيين العرب فقط وعددهم 3.7 مليون نسمة مسلمون والأغلبية العظمى في الواقع مسيحيون.
ويذكرالتقريرأن دعم العرب والمسلمين يتقلص كثيرا لترامب في هذه الولايات جراء دعمه الفج والمتطرف للعدوان الإسرائيلي، ودعوته لحق إسرائيل في التوسع، إضافة إلى مواقفه السابقة في نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، إلا أن هاريس بدورها لم تستطع إقناع هؤلاء الناخبين بتأييدها رغم أن مواقفها إزاء الحرب الإسرائيلية أقل حدة، وأكثر تفهما لضرورة وقف الحرب، وحماية المدنيين، والتوصل إلى حل سياسي من خلال حل الدولتين.
النهایة
التعليقات