
أصدرت وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين كتاب “تساؤلات الوجود والمعرفة والأخلاق عند فلاسفة الإسلام” للدكتور صاوي الدين -الصاوي. احمد.
وأوضحت لجنة الكتاب أن مسألة الوجود والمعرفة والأخلاق هي من أهم الأسئلة التي شغلت البشرية على كافة المستويات والطبقات منذ الخلق إلى عصرنا هذا. ولا يوجد إنسان في أي عصر من العصور إلا وكان كذلك. يشغلها موضوع وجوده وعلاقته بوجود الآخرين، وكيفية معرفة وجوده ووجود الله بطبيعته الحقيقية، والسلوك الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به الإنسان في جميع شؤون حياته. الحياة، وهنا بالوجود نفهم وجود الله ومعرفة ما هو موجود في الظاهر والباطن، وكيفية معرفة كل ما يتعلق بهذا الوجود وأسراره.
وبحسب ما جاء في متن الكتاب: وأما الأخلاق فهي السلوك الذي يجب اتباعه لمعرفة الوجود في الحقيقة وكيفية التعامل معه بشكل مناسب. ولهذا كان اهتمام الفلاسفة على مر القرون. البحث عن حقيقة هذا الوجود “وجود الله والعالم” وكيفية معرفة حقيقته وما هي القيم الأخلاقية التي يجب الالتزام بها لمعرفة سر هذا الوجود والتعامل معه. هو.
فلاسفة يبحثون عن الوجود
ناصر الدين الطوسي، وابن سينا، وفخر الدين الرازي، والشهرستاني من الفلاسفة الذين اهتموا بتحقيق الوجود. وحاولوا التحقيق في كثير من خصائص الوجود وطرق تحصيل المعرفة. ولحقيقتها اهتموا أيضًا بمعظم العلوم المتعلقة بالوجود، مثل علم الفلك والرياضيات والملاحظة والفلسفة وعلم النفس والمنطق والأخلاق وغيرها. لقد تركوا لنا إرثا في كل هذه العلوم لم يرحل بعد. ولم يتم سردها أو الكشف عنها كلها، رغم جهود الباحثين الذين يحاولون إبراز أهمية إرثه في الفكر الإسلامي، والكشف عن بعض كنوزه المخفية.
معلومات عن الطوسي
نشأ الطوسي كعالم وفيلسوف في عصر ركود وتراجع الفلسفة على يد أبي حامد الغزالي وغيره، وفي عصر كان فيه الفكر الفلسفي محظورا، مثل عصرنا العربي الحالي. وقد قلق من هذا الهجوم على الفلسفة والفلاسفة، فنظر إلى تراث الفلاسفة وأعدائهم وبدأ في الدفاع عنه، وهذا ما دفعه إلى تحليل فكر الشيخ الفيلسوف الرائد ابن سينا، وشرحه. أشهر فلاسفة الإسلام للدفاع عنه ضد أعدائه، ومنهم الرازي والشهرستاني وغيرهما. ولهذا السبب أمضى الطوسي بعض الوقت في قلاع الإسماعيلية باحثاً عن أسئلة الوجود. والمعرفة والأخلاق في مؤلفات ابن سينا وشروحه، واتهمه فخر الدين الرازي والشهرستاني بالكفر، وخرج من ذلك بإنتاج أهم مؤلفاته في الوجود والعلم والأخلاق الأخلاق، ومنها شرحه لـ«الإشارات والتحذيرات» لابن سينا، وشرح الرازي عليه، وكذلك شرح خلاصة الرازي لأفكار السلف. وألّف كتاباً آخر للرد على الشهرستاني، “مقاتل ال”. المقاتل.” وهكذا نمت ملكة الطوسي في النقد الفلسفي.
كما نجح في التوفيق بين الفلسفة واللاهوت، ولهذا يعتبره البعض مؤسس المنهج الفلسفي في البحث اللاهوتي. ولم يحقق الطوسي ذلك من خلال مناقشاته وحواراته بين المتكلمين والفلاسفة. يعارض اللاهوت أو الفكر الإسلامي، بل على العكس من ذلك، يعتبر من المدافعين عنه. وبما أن هذا السؤال يهم كل إنسان، فقد كان له دور رائد في التوفيق بين آراء الفلاسفة حول مسألة الوجود والمعرفة، ممثلاً بابن سينا. وموقف المتكلمين من المسألة ممثلاً بفخر الدين الرازي والشهرستاني.
التعليقات