الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. عنوان يتصدر واجهات الصحف العربية 

تصدرت الانتخابات الأمريكية والتنبؤات بشأن الفائزفيها، كافة عناوين الصحف العربية، إلى جانب عدد من التطورات السياسية فيما يخص الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، حيث نشرت صحيفة الشرق الأوسط، مقال بعنوان “الخيط الأميركي”، بقلم رئيس تحريرصحيفة الشرق الأوسط “غسان شربل”، حيث أكد إن الانتخابات الأميركية ليست مجرد شأن أميركي، بل نتائجها تعني الحلفاء والأعداء معا وسائرالموزعين في أحياء القرية الكونية. فلايستطيع أحد تجاهلها أوالتظاهر باللامبالاة، إنها صحن إلزامي على مائدة العالم.

وأضاف غسان شربل، أن زعماء الشرق الأوسط سينتظرون نتائج السباق الأميركي. يريدون استجلاء حدود المبارزة الإسرائيلية –الإيرانية، وحدود الأدوار في الإقليم وحدود الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان وإمكان الرهان على الخيط الأميركي لدفع حلم الدولة الفسطينية المستقلة نحو التحقق كخيارلابد منه لمنع تكرارالطوفانات والحروب.

معتبرا أن هجاء أميركا لا يلغي أنها أميركا، الاقتصاد الأول وسيدة الأساطيل. ليس مهما أن تحبها أو تكرهها. إنها موزعة المظلات والضمانات والضمادات. روسيا مشغولة بالمائدة الأوكرانية والصين بعيدة. وغوتيريش شبة متقاعد ولاخيارغير تحسين شروط التعلق بالخيط الأميركي لوقف بحرالركام وأمواج الجنائز والنازحين. 

ونشرت صحيفة إندبندنت العربية، مقال للباحث السياسي “حسين الفقي” بعنوان “أحزان الشرق الأوسط”، أوضح فيه أن نتائج الإنتخابات الأمريكية مهما تكن فانها لن تؤثرمختلفا تجاه ما يجري على أرض فلسطين وربوع لبنان، فلقد أصبح واضحا أن الجرائم الغادرة التي مارستها حكومة نتنياهو ستترك بصمات غائرة تصنع جيلا جديدا اجترع الكراهية وازدحمت في أعماقه المشاهدات المؤلمة للأحداث البشعة التي لا تنتهي، مشيرا إلى عدة نقاط مهمه في هذا الشأن منها: 

أولا، إن مساواة المحتل بمن احتلت أرضه هي مساواة ظالمة ومقارنة عبثية، فلولا استمرار الاحتلال ما بدأ العنف من جانب الكفاح الفلسطيني المسلح الذي قادته حركة حماس. ثانيا، أثارت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، مخزونا ثقيلا من مظاهر العداء والكراهية تأصل في الضمير العربي والإسلامي وأضحى الجميع اليوم على يقين من أن السلام قد يكون بعيدا، لأنه لا يفرض بالقوة ولا يأتي بقرار أممي ولكنه ينبع من ضمير الشعوب وإحساسها المشترك بالصعاب التي عاشتها والظروف التي واجهتها، وتشكلت منها جميعاً روح مختلفة تؤمن أن العنف والقهر يولدان مشاعر دفينة ذات رد فعل يصعب تجاهله أو إنكار وجوده.

ثالثا، أثبتت أحداث غزة وبعدها جرائم إسرائيل في جنوب لبنان بدءا من ضاحية بيروت الجنوبية عددا من الحقائق إذ اكتشف الجميع أن المنطقة تعج بعناصر ليست كلها على قلب رجل واحد، بل إن اغتيال القيادات الكبيرة في حماس وحزب الله وفي مقدمها إسماعيل هنية وحسن نصرالله ويحيى السنوار إنما كلها شهادات على العنف المتأصل والإجرام السياسي، الذي لا يفكر في التعايش المشترك والاندماج بين شعوب المنطقة ذات يوم لا يزال بعيد.

أما صحيفة القدس العربي، فتصدرها عنوان “هل يوقف نتنياهو الحرب بعد اليوم الكبير؟”، للكاتب اللبناني “عصام نعمان”، علق فيه، أن أهل السلطة والقرار في بلاد العرب والمسلمين ينتظرون نتيجة اليوم الكبير، إنه يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. بعضهم يتلهف ليكون مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب الرئيس الجديد، بعضهم الآخر يتمنى أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس هي الرئيسة المنشودة التي بفوزها (غير المرجح) تصبح اول امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأكمل بالقول، بنيامين نتنياهو هو أبرزالمتلهفين والعاملين من أجل فوز حليفه ترامب ما دام القراربشأن قضية فلسطين حكرالدولة العميقة قي واشنطن من جهة، ومن جهة أخرى بسبب إجراءات وواقعات واعتبارات أبرزها: لا يخفى على كثيرين من متابعي حركة نتنياهو سياسيا وميدانيا أن حربه الإبادية في غزة ولبنان هي حلقة من حلقات مخططه الرامي إلى إقامة شرق أوسط جديد، بدعم من الولايات المتحدة، يخدم على المدى البعيد، أوهام غلاة الصهاينة التوراتيين بتوسيع دولة إسرائيل لتصبح مساحتها ممتدة من نهر الفرات في سوريا والعراق إلى نهر النيل في مصر، لذلك يشكل وقف الحرب في رأي نتنياهو نكسة مبكرة لزملائه من غلاة الصهاينة الفاشيي.

وتحت عنوان “من سيذهب إلى البيت الأبيض”، أشارالكاتب الفلسطيني “فتحي أحمد” في صحيفة العرب، إلى ترقب العالم لنتائج الانتخابات الرئاسية في أميركا. فلا تزال انتخابات الرئاسة الأميركية مؤثرة على الساحة الدولية بما فيها الشرق الأوسط، لما للرئيس الأميركي من صلاحيات واسعة في مجال رسم السياسة الخارجية، إضافة إلى دور ومصالح أميركا في هذه المنطقة. حيث تعتبر الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة القادرة على إبراز قوتها العسكرية في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى أنها تملك الاقتصاد الأكبر، وتتمتع بأوسع مجموعة من التحالفات السياسية والعسكرية والنفوذ في العالم.

 كما راى، أن الانتخابات الأميركية حامية الوطيس، ونارها تستعر يوما بعد يوم. ما يهم الشعب الأميركي هو الاقتصاد بالدرجة الأولى بجانب الهجرة، فهذان الملفان هما بيد ترامب وتجربة بايدن الضعيفة في إدارة هذين الملفين حاضرة في الذهنية الأميركية. على كل حال، تحسن صورة الديمقراطيين بعد هاريس لا يعني أن فرصتهم بالفوز كبيرة. كما أن تجربة ترامب الرئاسية المتهورة حاضرة هي الأخرى في المخيلة الأميركية. بين هذا وذاك، يبقى الناخب الأميركي محتارا وواقفا على مفترق طرق.

ونشرت بوابة الأهرام، مقال للصحفي “عبدالسلام فاروق” بعنوان “انتخابات على أطراف الأصابع”، علق فيه أن المعضلة التي تواجه انتخابات هذا العام: أن أنصارترامب يقفون في تحفز وفي يدهم سلاح وفي قلوبهم غيظ، وربما انفجرالمشهد بأيديهم وبأسلحتهم المعبأة، ثم إن جيوش العالَم متحفزة هي الأخرى: فها هي قوات كوريا الشمالية تتدرب بين صفوف الجيش الروسي تنتظر إشارة استخدامهم في الحرب ضد الناتو، وها هي القوات الصينية متحفزة حول تايوان، وها هو نتنياهو يهدد بضربة جديدة حال انتهاء انتخابات أمريكا، والتيقن من أمر الساكن الجديد للبيت الأبيض.

وتابع عبدالسلام فاروق، أن ثمة أمور جديدة طرأت على المشهد الانتخابي هذا العام، وقد يكون لها دور في حسم النتائج: أولها بلا شك الحرب الصهيونية الدموية على غزة ولبنان، وأداء بايدن السيئ خلال تلك الحرب استغله ترامب في دعايته لحملته الانتخابية، وجعلته قادرا على استمالة جزء كبير من الشعب قوامه: العرب والمهاجرون، رغم أنه كان ضد الهجرة وما زال، إلا أنه استطاع بطريقة ذكية استغلال عاطفة الناس ضد الأداء الكارثي للبيت الأبيض خلال حرب غزة لاستمالتهم.

النهایة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *