
الساعة تقول التاسعة صباحا. زكية، واقفة خارج قاعة محكمة الأسرة، تراقب المارة بعيون متعبة. اسأل كل امرأة تغادر الجلسة عن أسلوب وطبيعة الأسئلة التي تطرح في الداخل، بينما والدتها الثمانينية. والد زوجته يؤكد له أن هناك من سيأخذ حقه، لأن الله عادل والقضاء عادل، وعندما جاء دوره للمثول أمام القاضي، حسب رقم القضية المعلقة على الحائط، وقرر الزوج أن يمارس عادته المفضلة وتخطى المظاهر ليضيف سطراً جديداً إلى سجل اللامسؤولية، على حد وصفها.
قرار مؤجل 13 عاما. ما هي القصة؟
زكية التي تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، لم تتمكن من إنقاذ زواجها واستنفدت كل الحلول الودية، فقررت اللجوء إلى العدالة لتحويل زواجها إلى مجرد رقم في سجل الدعاوى، للتخلص من حياة مليئة هموم وصعوبات، كما وصفها في حديثه لـ«الوطن» التي التقاها أمام غرفة التداول. وتقول إنها أجلت القرار سنوات طويلة احتراما لحماتها، لكنها تفاجأت بأن حماتها هي التي حددت موعدا مع المحامي وأخذتها بنفسها لبدء إجراءات الطلاق . لابنها الذي أهمل أسرتها وأساء إليها منذ الليلة الأولى لزواجهما.
صدمت كلماته النساء المنتظرات أمام الغرفة. وهتف بعضهم: “كل حياتنا نسمع ونقول حماتك عن حماتك. جلسوا يتبادلون الألم و.” وقالت زكية تهنئ زكية على حماتها ولكن بنبرة ساخرة: “بدأت المشاكل تظهر وقت الخطوبة، لكن الحب أعمى وأفكر أنه بعد الزواج سيتغير بالنسبة لي مثله”. لقد وعدني. أهلي عارضوا زواجه لأنه كان يخلف وعوده، وبعد سنة من الخطوبة بقيت لمدة ثلاث سنوات، وبعدها أخبرني أننا سنعيش في نفس المنزل مع عائلته. لقد نصحني الكثير من الناس بعدم القيام بذلك. الزواج ولكني أصررت لأنني أحببته وقررت أن يكونوا عائلتي الثانية”.
دعوى طلاق غريبة
ذهبت زكية منذ خمسة أسابيع للمطالبة بالانفصال عن زوجها، بعد أن أمضت معه ثلاثة عشر عاماً من المرارة والذل، لكنها فوجئت بطردها وطفليها من بيت الزوجية، بيت العائلة الذي خدمته لسنوات. ليكتشف أنه يريد طلاقها دون أن يمنحها أياً من حقوقه.
وتحدثت زكية بمرارة وبدموع متقطعة عن التفاصيل القاسية التي دفعتها إلى اللجوء إلى محكمة الأسرة، دون أن تندم على قرارها: «عشت مع أهلها، عشرة أشخاص في شقة، وبعد خمس سنوات من الجهد بدأت في البناء». غرفتين وصالة مثل شقة صغيرة حتى يكون باب أطفالي مغلقا. بدأت في توسيع نطاقه شيئًا فشيئًا، وظللت أقول إنه أفضل من لا شيء. كان يقضي حياته اليومية بين المخدرات والقهوة والناس السيئين، وعندما اشتريت الشقة أخبرني أنها ستسبب مشاكل مع أهله، لكنهم لم يعترضوا”.
منذ أن دخلت زكية منزل عائلة زوجها، أصبح الجميع يضايقونها ويتآمرون عليها، وخاصة أختها الكبرى وزوجة أخيها، اللذان كانا السبب الرئيسي لشجارها مع زوجها، وكانت تغادر المنزل غاضبة باستمرار خلال السنة الأولى . الزواج. حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه إصابة حماتها بالسرطان، تزامنا مع حملها الأول، وبدأت في الاعتناء بها ومرافقتها إلى المستشفى، لتفقد جنينها الأول في السابعة من عمرها. شهر، لكنها رفعت الأمر إلى الله، إذ رأت قسوة أطفالها تجاه أمهم أثناء مرضها.
والدة الزوج تحكي معاناة زكية
فتدخلت عائشة الحماة البالغة من العمر ثلاثة وثمانين عاماً وقالت: «طوال عمرك يا شيلاني تركت وراءك أربعة أبناء وخمس بنات، ولم يفكر أحد منهم في إبعادي يوماً واحداً. وحتى عندما أكل المرض صحتي ورفاهيتي وجلست على كرسي متحرك، كان الشيلاني هو من يرعاني وليس غيره، ولم أعد أتحمل ما يفعله ابني به”. ولها الحق في الطلاق واسترداد حقوقها”. هذه الكلمات كانت الدافع الذي دفع زكية للجوء إلى محكمة الأسرة، بعد أن تخلى عنها الجميع، ورغم رفضها الطلاق خلال السنوات السابقة حتى لا تترك حماتها وحيدة وبلا رعاية في هذا العمر.
كانت الزوجة الحزينة تخفي رغبتها في الانفصال لسنوات، وبين العمل ورعاية طفليها ورعاية حماتها، أمضت يومها مثقلة بمرارة الاختيار الخاطئ. لكن بمساعدة حماتها، تمكنت أخيرًا من اللجوء إلى محكمة الأسرة في الكيت كات ورفعت دعوى طلاق للمطالبة بالتعويضات، برقم الأحوال الشخصية رقم 3782، وستواصل مطالبتها بحقوقها ونفقاتها. بالإضافة إلى إعالة طفليه ووالدته.
التعليقات