أبرزما تناولته الصحف العربية بشأن قمة الرياض

يتصدر الحديث عن القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض، كافة الصحف والواقع الإخبارية حيث بحث الصحفيون ما يمكن أن تنجزه هذه القمة وماالذي يميزها عن القمة التي سبقتها في 11نوفمبرالعام الماضي.

 وشارك الزعماء العرب ونائب الرئيس الإيراني في العاصمة السعودية السبت في مؤتمر قمة عربية وإسلامية مشتركة بشأن غزة في الرياض بعد مرورأكثر من عام على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وما تبعه من تصعيد إقليمي تحول إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود اللبنانية.

وتحت عنوان “قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي” أكد الإعلامي “عبدالرحمن الراشد” في صحيفة الشرق الأوسط، نظرا لتعدد الجبهات وسرعة الأحداث يلاحظ أن التركيزكان على اليوم التالي فمعظم النقاشات تمحورت حول منع النتائج العسكرية على أرض المعركة من أن تأتي على حساب الحقوق الثابتة، مثل منع تهجيرسكان قطاع غزة ورفض عملية محاصرة السلطة الفلسطينية وإضعافها على أراضيها بما فيها غزة وتثبيت حرمة سيادة الدول.

وأشارعبدالرحمن الراشد، إلى بيان القمة التي تم التأكيد فيه على تولية السلطة الفلسطينية مسؤولياتها بشكل فعال على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة و توحيده مع الضفة الغربية، بما فيها القدس، ودعم دولة فلسطين اقتصاديا عبردعم جهودها في برامج الإغاثة الإنسانية والإنعاش الاقتصادي وإعادة إعمار قطاع غزة والتأكيد على أهمية استمراردعم موازنة دولة فلسطين. 

وفيما يخص توقيت القمة، يرى الراشد، أن موعد القمة لم يكن مصادفة، حيث سبق موعد القمة موعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاليد الرئاسة لتعلن هذه المجموعة الكبيرة من الدول عن مواقف متفقة وموحدة حيال الأزمة. وأن خلافات بعض الدول العربية والإسلامية فيما بينها لم تمنع ظهورالقمة متحدة ومتفقة أمام العالم.

أيضا نشرت نون بوست، مقال للكاتب الصحفي “عماد عنان” بعنوان “بعد فشل نسختها الأولى.. ما المتوقع من قمة الرياض الثانية بشأن غزة؟”، تناول فيه الظروف الحالية المغايرة تماما عن الأجواء التي عقدت فيها القمة:

أولا: من حيث التوقيت، عقدت القمة الأولى بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، لم تكن الصورة مكتملة الأركان بالشكل الكافي، وأرقام الضحايا كانت في إطارها الضيق المحدود، وكانت التوقعات في معظمها تذهب باتجاه عدم إطالة المعركة مع غياب فرضية أن تستمر كل هذه الفترة، لكن اليوم الوضع مختلف تماما.

ثانيا: من حيث التغول الإسرائيلي، لم يكن يتوقع أحد أن يصل حجم الانتهاكات الإسرائيلية إلى ما وصلت إليه، فقبيل القمة الأولى كان الاستهداف الإسرائيلي مقصورا على مناطق الشمال، لكن اليوم وصلت أيادي القتل والتدمير الإسرائيلية إلى كل مناطق القطاع، حتى تلك التي كان يعتبرها البعض خطوطًا حمراء، حيث اجتياح رفح بريًا، والسيطرة على محور فيلادلفيا، وغلق جميع المنافذ المحتملة لإدخال المساعدات، والإيغال في القتل والتدمير، وفرض حصار مطبق على مئات الآلاف وتعريض حياتهم للخطر.

ثالثا: من حيث المستجدات الدولية، تنعقد القمة الحالية بعد أقل من أسبوع من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الحليف الأقرب للكيان المحتل، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهو الفوز الذي يتوقع أن يقلب الكثير من الحسابات في ظل ما يقدمه ترامب من دعم مطلق للمخطط الاستيطاني الإسرائيلي، ويعيد ترتيب المنطقة طبقًا لمخططات الاحتلال والمصالح الأمريكية.

أما صحيفة العرب اليوم، فتصدرها عنوان  “قمة الرياض… الطريق للدولة الفلسطينية”، بقلم كاتب المصري “إميل أمين”، والتي علق فيه قائلا، تأتي قمة الرياض في وقت مفصلي على الصعيدين العربي والدولي، فعربيا بلغ السيل الزبى كما يقال، لا سيما بعد أكثرمن عام من الحرب الطاحنة التي قضت على الأخضرواليابس في غزة وامتدت إلى جنوب لبنان وما حولها وتبقى اليوم مهددا بحرب إقليمية ضروس في منطقة تحتاج للأمن الأمان، للهدوء والاستقرار، للسلام والتعاون الخلاق.

وعلى الصعيد العالمي، يشرح إميل أمين أن القمة تأتي بعد انتخابات أميركية مثيرة للغاية، أفرت رئيسا قادرا على تحريك ملف السلام في الشرق الأوسط وله خبرة سابقة في شؤون وشجون المنطقة.

كما يتابع أمين أن هناك عدة نقاط ينبغي الإشارة إليها في طريق فهمنا لهذه القمة، في مقدمتها القطع بأن تلبيتها تعكس ثقل المملكة السياسي والدبلوماسي إقليميا وعالميا وتدهم المواقف التاريخية للملكة التي لا تتزحزح. وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، قبل أي أحاديث ولوكانت محبوبة أو مرغوبة عن سلام شرق أوسطي شامل وكامل، فلا سلام من غيرعدالة ولا عدالة بدون إحقاق الحقوق.

الأمرالثاني هو أن التحالف العالمي الذي دعت إليه السعودية، يجد آذانا مصغية خارج الدائرتين العربية والإسلامية، فهناك دول أوروبية وآسيوية تضم صوتها إلى صوت الشعب الفلسطيني المطالب بحق التاريخي المهدرعبرثمانية عقود تقريبا ومنها دول تمتلك مقعدا دائما في مجلس الأمن مث روسيا والصين على سبيل المثال.

وأوضح المحلل السياسي “زين ربيع شحاتة” في صحيفة “أهل مصر” في مقاله “قمة الرياض تغير مفهوم الأمن القومي العربى”، أن القمة العربية الإسلامية التى انعقدت فى الرياض و بالأحرى البيان الختامى و الذى حذر من الانتهاكات الإسرائيلية التى لا تحترم القانون الدولى أو القانون الدولى الإنساني، و التأكيد على أنها تعرض السلم و الأمن الإقليمي و الدولى للخطر، و السعى إلى تجميد عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة، و إن كان هذا الهدف مستحيل المنال فى ظل نظام دولى يسيطر الغرب فيه على كل تفاصيله، إلا إنه دلالة على إستعادة العرب الرؤية المفقودة أو على الأقل جزء منها و التى تعيد إسرائيل على قمة قائمة التهديدات الحقيقية المتربصة بالأمن القومى العربى ولظهور الوجه الحقيقى للصهيونية التى ترى أن الأرض التى تم احتلالها فى 1948 هى أرض محررة لا أرض محتلة، و أن مشروع الصهيونية الإستيطاني يتعثر و لا يتوقف.

وأكدت القمة الإسلامية العربية، في بيانها الختامي، أنه “ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا لأي دولة أخرى في المنطقة أن تنعم بالأمن والسلام”.

ودعا البيان الختامي للقمة “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية”. كما طالب “المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل”.

وشدد البيان الختامي على ضرورة “كسر الحصار عن غزة وإلزام دخول قوافل المساعدات فورا”.

النهایة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *