
تناولت الصحف العربية أحدث التطورات في عالم السياسة في عددها لهذا اليوم، وسلط الصحفيون والخبراء الضوء على أبرزالنقاط في تلك الأحداث، حيث تصدرت صحيفة الشرق الأوسط، عنوان “نكسة الإعلام الأميركي” بقلم الكاتب السعودي “مشاري الذايدي”، والتي أكد خلاله أن الإعلام الأميركي الليبرالي هومن كبارالخاسرين جراء فوز ترمب و الترمبية. حيث دأبت محطات وشبكات وصحف مثل “سي غن إن” و”نيويورك تايمز” وغيرهما، على شيطنة ترمب وتسخيف الجمهورالترمبي وتشويه الأجندة الترمبية حول قضايا مثل الهجرة والمناخ وغيرهما.
ويضيف الذايدي قائلا، أن ما جرى في أميركا لحظة تحول عميق ومستدام لأمد زمني غيرمعلوم حتى الآن. فعلينا أولا، وثانيا التفاعل معه بطريقتنا وبعمق وليس بخفة بعض أوصاتنا في أكس وبقية المساحات المشابهة.
ونشرت صحيفة إندبندنت العربية مقال للمستشارالأمن القومي الأميركي “جون بولتون” بعنوان “كيف سيتأثرالشرق الأوسط بعودة ترمب؟”، والتي راى فيه أن انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة يعني أن تحولا سيطرأ على سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط، مؤكدا أن الاختبار المبكر الذي سيواجهه ترمب يكمن في مدى إدراكه للتغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي حدثت في المنطقة منذ مغادرته منصبه بعد انتهاء ولايته الرئاسية الأولى والتي قد تتطور بصورة أكبر قبل موعد تنصيبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) عام 2025، معتقدا أن حتى الآن لا يبدو أن هناك مؤشرات تدل على أن ترمب يدرك الفرص الاستراتيجية الجديدة من جهة أو التهديدات التي تواجهها واشنطن وحلفاؤها من جهة ثانية.
ويرى جون بولتون، أن من الناحية العملية لا يجب أن تتوقع إسرائيل على المستوى نفسه من الدعم من جانب الرئيس المنتخب كما حدث في الماضي. ونظرا إلى أن ترمب هوغيرمؤهل من الناحية الدستورية للترشح لولاية رئاسية ثالثة، فإنه لن يخشى تاليا من أي رد فعل سياسي في الداخل إذ ما اتخذ مواقف قد تتعارض مع المصالح الإسرائيلية في ما يتعلف بقضايا رئيسية.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي، أن الشرق الأوسط سيكون الاختبارالأكثر إلحاحا بين مختلف التحديات الرئيسة التي سيواجهها ترمب في بداية رئاسته الثانية. فقراراته في هذا الصدد، لن تكون موضع انتباه ومتابعة من دول الشرق الأوسط فحسب، بل ستكون أيضا محط اهتمام الصين وروسيا وغيرهما من خصوم الولايات المتحدة لأن تداعياتها ستكون واسعة النطاق وستخلف آثارا بعيدة المدى.
أما صحيفة القدس العربي، فتصدرها عنوان “من الانتقائية إلى التواطؤ: الإعلام الغربي في زمن إسرائيل” للصحافي الجزائري “توفيق رباحي”،
علق فيه بالقول، لوكانت أي دولة أخرى غير إسرائيل هي التي ترتكب الإبادة في غزة (أو غيرها) وكان ذلك من أسباب خسارة هاريس، لاختلفت السردية والتعاطي الإعلامي الغربي. كانوا سيسارعون إلى وضع غزة على ضمن أول ثلاثة أو أربعة أسباب لنكسة هاريس. قديما علمونا أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. في هذا العام تأكد لنا (ما كنا نعرف) أن حرية الغرب السياسية والإعلامية مطلقة لكنها تنتهي عندما تبدأ جرائم إسرائيل.
ويرى الرباحي، أن الاعتراف بدور غزة يعني كذلك منح كتل بشرية وانتخابية أخرى غير اللوبيات الإسرائيلية، مساحة في لعبة التأثير الانتخابي في الولايات المتحدة. وهذا ما لا يمكن التسامح معه لأنه مساس بالمحرّم. فالتأثير في اللعبة يجب أن يبقى من نصيب تلك اللوبيات ولا أحد غيرها، مثل المظلومية وريوعها التي يجب أن تبقى تجارة إسرائيلية لا يحق لأحد الاقتراب منها، على الرغم من أن ما فعله الرجل الغربي الأبيض ببعض الشعوب الإفريقية والآسيوية ليس قليلا على الإطلاق.
فيما تناول الكاتب المصري “محمد أبوالفضل” في مقاله “غلق مكتب حماس لا يعني غياب أذرعها في الدوحة” في صحيفة العرب، ما تردد في الإعلام أن قطرأبلغت حركة حماس بغلق مكتبها في الدوحة، معتبرا ليست تلك هي المشكلة، حيث تبدوالقضية أكبر من غلق المكتب السياسي كوسيلة لتنسيق الاتصال بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما من الدول، فلدى الحركة أذرع أخرى متغلغلة في مؤسسات قطرية مختلفة، إعلامية واقتصادية واجتماعية ورياضية، لم يأت أحد في الدوحة على ذكر مصيرها، في حين أن تأثيرها لا يقل أهمية عن المكتب السياسي، والذي يعد واجهة لأدوات تعمل بسهولة، وتوصل وجهة نظر حماس إلى الجمهور.
كما تعلم قطرأن الاستثمار في ورقة حماس وجماعات الإسلام السياسي لم يعد مجديا منذ سنوات، وفقد بريقه في منظومتها، وأن توظيف الحركات والفصائل كأداة من أدوات السياسة الخارجية انتهى مفعوله بعد تدهور أوضاع هذا التيار في كل من مصر وتونس وليبيا والمغرب، ودول أخرى مثل تركيا اضطرت للاحتفاظ بمسافة عنه
ويشرح محمد أبوالفضل، ربما تكون قطر نجحت في التوصل إلى صيغة جيدة من المصالحة مع دول خليجية ومصر قبل سنوات، قد تخدمها في إعادة تدوير سياستها، لأن السنوات الماضية شهدت هدوءا، ظهرت معالمه في تخفيف حدة المتاجرة بورقة الإسلاميين وعدم الإضرار بمصالح بعض الدول، ما يعني أن الدوحة تملك قاعدة يمكن أن تساعدها إذا قررت إعادة رسم سياستها بعد غياب حماس وشقيقاتها، ويتوقف هذا الأمر على التوجهات الإستراتيجية التي يقررها الديوان الأميري بالتفاهم مع شركائه الأساسيين.
وفي صحيفة الخليج وتحت عنوان “لبنان ومخاطر الحرب الأهلية”، تحدث الإعلامي “حسام ميرو”، عن مشكلات لبنان العديدة ما قبل الحرب، كعجزه عن تأمين شروط دعم المؤسسسات الدولية، المتمثلة بإعادة هيكلة البنى والقوانين الإدارية والحد من الهدر والفساد، فيما إعتقد أن الحرب الأخيرة جاءت، لتزيد وتعمق من حدة هذه المشكلات، فالتقديرات الأولية للخسائر المادية حتى الآن، فاقت مبلغ 20 مليار دولار، في بلد يعاني من تراكم في الدين العام، وصل إلى 180% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة، تعد من بين أعلى النسب في العالم، في الوقت، الذي يعاني فيه لبنان، منذ سنوات، من نقص الاستثمارات الخارجية، نتيجة عوامل عدة، من بينها الأوضاع في سوريا، وأزمة المصارف في لبنان، والفشل السياسي، والصراعات الإقليمية، وغيرها من العوامل النابذة للاستثمار.
وأكمل حسام ميرو، أن الاحتقان اللبناني اليوم في أشده، وليس بالإمكان توقع مآلاته، فالمحرك الأساس موجود في الصراع الإقليمي الذي ستحدد تحولات ميزان القوى فيه خيارات عدد من الدول ومن بينها لبنان، لكن لبنان أكثر من غيره وذلك نظرا لتركيبته الطائفية والسياسية والتي قد يتحول إلى ساحة مفتوحة للاستنزاف الإقليمي، بتكاليف منخفضة، وكخيار أقل تكلفة من المواجهة المباشرة بين الأطراف الإقليمية، التي تخوض صراعات، لا تزال أمامها العديد من المحطات.
النهایة
التعليقات