
لقي إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن مرشحيه لمنصبي مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية، ردود فعل في أفغانستان، فيما أعرب بعض الأوساط السياسية عن ترحيبه بذلك؛ لكن لماذا؟ وما السبب الذي يقف وراء ذلك؟
وكان دونالد ترامب المنهمك حاليا في ترتيب إدارته المقبلة، قد أعلن أنه رشح الضابط السابق في القوات الخاصة مايكل والتز مستشارا للأمن القومي. كما أعلن عن ترشيح السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية في إدارته.
ومايكل والتز، هو عضو مجلس النواب الأمريكي، وعمل في البنتاغون وشارك في الحرب الأمريكية في أفغانستان كـ”حرس وطني” بالجيش الأمريكي. اما المرشح للخارجية في إدارة ترامب المقبلة، ماركو روبيو، فهو عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 2011، ويعد من الأعضاء البارزين بالحزب الجمهوري.
وفي حالة نال هذان الشخصان، تأييد مجلس الشيوخ الأمريكي، فانهما سيتوليان منصبيهما اعتبارا من 25 كانون الثاني/يناير 2025 كمستشار للأمن القومي ووزير الخارجية في أمريكا.
كيف ينظر مايكل والتز وماركو روبيو إلى طالبان؟
إن إلقاء نظرة على تصريحات مايكل والتز وماركو روبيو في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين تظهر أن هذين السياسيين الجمهوريين، يعدان من الناقدين الصارمين لطالبان وعملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
ووصف مايكل والتز، انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تحت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بانها “مخزية” وقال: “إن الانسحاب الفاشل لبايدن، حوّل أفغانستان، إلى ملاذ ومعقل للإرهابيين المعادين لامريكا.”
واتهم والتز في جلسات الكونغرس الأمريكي، طالبان بـ “قتل” العسكريين الأفغان السابقين و “إلحاق الأذى بهم”.
كما يُعد مايكل والتز، ناقدا لـ زلمي خليل زاد، مبعوث أمريكا السابق لشؤون السلام في أفغانستان ومن الموقعين على اتفاق الدوحة مع طالبان.
وقبل عام ، حيث دعم خليل زاد، في اجتماع، موقف طالبان في كبح جماح القاعدة وداعش، علّق والتز على ذلك بقوله: “إن الاعتماد على مجموعة إرهابية للقضاء على مجموعة إرهابية أخرى، عمل خطير وخطأ فادح.”
وقال مايكل والتز مرارا أن “القاعدة في أفغانستان تقوم بمساعدة من حكم طالبان والتجهيزات الأمريكية، باعادة تأهيل نفسها مجددا في افغانستان وتحقق حلم بن لادن.” مشددا على ضرورة عودة الجنود الأمريكيين إلى افغانستان ومحاربة الإرهاب.
كما وصف سياسات طالبان ضد المرأة والفتيات بانها “قمعية” وقال “إنه يتم في أفغانستان تجنيد جيل آخر من الإرهابيين لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة.”
أما مرشح ترامب للخارجية الأمريكية ماركو روبيو، فهو ينتقد بصراحة نظام حكم طالبان في أفغانستان، ويدعم إدراج هذه الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
وكان روبيو قد قدم في شهر اذار/مارس الماضي، مشروعا لمجلس الشيوخ الأمريكي لوقف المساعدات الأمريكية لأفغانستان الخاضعة لسلطة طالبان وذلك خشية وقوعها بيد الإرهابيين.
ودعا روبيو في ذلك الحين، وزير الخارجية الأمريكي الحالي انتوني بلينكن، لتصنيف حكم طالبان رسميا بانها “حكومة داعمة للإرهاب.”
وقال أمام مجلس الشيوخ الأمريكي مرارا وتكرارا أن “أفغانستان التي تهيمن عليها طالبان، تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائنا في الشرق الأوسط واسيا الوسطى.”
من رحّب؟
أما ترشيح مايكل والتز وماركو روبيو لمنصبي مستشار الأمن القومي والخارجية بأمريكا، لقي ترحيبا من عدد من المجموعات والوجوه السياسية المعارضة لطالبان.
وتُعد جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بزعامة أحمد مسعود، والتي تخوض نضالا مسلحا ضد طالبان، من المجموعات التي رحبت بتعيين هذين الشخصين في إدارة ترامب القادمة.
وهنأ علي ميثم نظري، مسؤول العلاقات الخارجية بجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بالنيابة عن الجبهة، كلا من مايكل والتز وماركو روبيو بهذا التعيين.
وقال في رسالة التهنئة إلى مايكل والتز: “لقد شهدت خلال السنوات الأربع الماضية، جدارته ورؤيته وخبرته [مايكل والتز] الاستثنائية في الشؤو الدولية. إن دعمه الواضح للشعب الأفغاني لا سيما جبهة المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود، تؤكد التزامه بالصداقة المستدامة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، والتزامه المتين بمكافحة الإرهابيين الدوليين؛ أكانوا طالبان أو داعش أو القاعدة أو أي جماعة أخرى.”
كما قال في رسالة التهنئة إلى ماركو روبيو: “لقد كان السيناتور روبيو، حليفا ثابتا لأفغانستان وهو على اطلاع معمق بالتهديدات الأمنية الجادة الناتجة عن حكم الاغتيال والظلم لطالبان والتي ليس تهدد أفغانستان فحسب، بل الاستقرار الدولي ككل.”
وأضاف نظري: “إننا متفائلون بإدارة ترامب للعمل على عكس سياسة التسامح التي اعتمدت خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية إزاء إرهابيي طالبان. إن هكذا إجراء، يضفي القوة للشعب الأفغاني ليضع نهاية لحكم رعب طالبان وإنقاذ بلاده.”
كما قدم سميع سادات القائد السابق للجيش الأفغاني زعيم “الجبهة المتحدة لأفغانستان” التهاني لـ مايكل والتز بتعيينه.
وجاء في رسالة التهنئة التي وجهها سادات: “إنه رجل حارب في ساحات الحرب في أفغانستان ضد الارهاب، وكان في الخط الأمامي دائما. وهذا مؤشر يبعث على الأمل لمستقبل زاهر وخبر سيء لطالبان. إننا متشوقون للتعاون معه بشأن أفغانستان”
كما رحب عدد آخر من التكنوقراط في الحكومة الأفغانية السابقة والنشطاء السياسيين، بترشيح مايكل والتز وماركو روبيو في إدارة ترامب المقبلة، وأشاروا إلى مواقفهما السابقة وتوقعوا أن تتخذ إدارة ترامب سياسة متشددة تجاه طالبان.
أما عدد من النشطاء السياسيين، وفي معرض إشارتهم إلى ما قاله ترامب من أن أفغانستان لم تعد تشكل أولوية بالنسبة لأمريكا، اعتبروا انه من الصعب توقع اتخاذ امريكا سياسة متشددة ضد طالبان وحتى أنهم اثاروا احتمال أن يتصل ترامب ثانية بـ عبد الغني برادر، المساعد الاقتصادي لرئيس وزراء طالبان، لدعوة هذه الجماعة لكمب ديفيد.
انتهى
التعليقات