المرأة والبيت الأبيض: عراقيل الذات وتداخل النميطات

فازت مؤخرًا كاملا هاريس، نائبة المرشح الرئاسي جو بايدن، ببطاقة الترشح للحزب الديمقراطي، هذه الواقعة احتوت بداخلها حضور المرأة، و ترشحها لمنصب نائب الرئيس، أو المنصب الرئاسي نفسه، ودعت إلى التساؤل هنا حول النظام الانتخابي الأمريكي،

وهل هو ينطوي فعلًا ذاتيًا على عدد من العوائق المرئية أو غير المرئية، تتسبب في إعاقة صعود المرأة و تقلدها المناصب العليا في السلطة التنفيذية، أم أن هناك اعتبارات أخرى وفقًا للقانون.

يأتي هذا بجانب الإشارة إلى طبائع الانتخابات الرئاسية ، التي تتمثل في، التناقض الكبير بين عملية الاقتراع الشعبي الفعلية، وبين النتائج النهائية التي يقوم بصنعها المجمع الانتخابي، والتعقيدات المتعلقة بالتسجيل بالنسبة لحق الانتخاب، ونسب الإقبال القليلة جدًا

مقارنة بالمجتمعات الديمقراطية، إضافة إلى القيام بإجراء العملية الانتخابية في نفس أيام العمل الواقعة الأولى تتعلق بفكتوريا وودهل، وهي أول إمرأة أمريكية تحاول الوصول إلى البيت الأبيض، والتي شاركت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1872م،

ولكن باءت حملتها بالفشل، بسبب ثلاثة أسباب؛ السبب الأول هو عدم حصول النساء في أمريكا على الحق في التصويت، والثاني رفض السلطات الحكومية إدراج اسم وودهل مع أسماء المرشحين الآخرين، أما السبب الثالث فهو سبب من النوع الطريف،

وهو عدم وجود المرشحة وودهل نهار يوم الانتخابات في مقر مراكز الاقتراع؛ فهي كانت بالسجن بتهمة توزيع منشورات إباحية من خلال صناديق البريد.

أما الواقعة الثانية فهي ترجع إلى مرشحة الحزب الجمهوري سارة بيلين، لتقلد منصب نائب الرئيس، والتي كانت مع صحبة المرشح الرئاسي جون ماكين لعام 2008م، وقام ماكين بالتوقيع عليها، نظرًا لقدرتها

على التغلب على الهواجس التي تسيطر على الجماهير، ومخاوفهم تعود الواقعة الثالثة إلى آلت إلى هيلاري كلينتون، وتشخيص نموذجها من خلال كتابها ” خيارات صعبة ” لعام 2014م،

والذي كانت أولى أهدافه تتمثل في الهندسة المسبقة للحملات الانتخابية، التي انغمست فيها كلينتون، والهدف الثاني هو الابتعاد عن السياسات الخارجية للرئيس السابق أوباما.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *