
يستعد المشرعون الفرنسيون، غدا الأربعاء، للتصويت على اقتراح بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، وهي خطوة قد تؤدي إلى انهيار الائتلاف الذي يقوده، مما يعمق الأزمة السياسية في فرنسا، بحسب رويترز.
الأزمة السياسية في فرنسا
ويعتبر هذا التصويت خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 60 عاما، حيث ستكون أول حكومة فرنسية ستضطر إلى الاستقالة منذ عام 1962، بعد أن أشار بارنييه إلى أنه يسعى إلى إقرار جزء من قوانين الميزانية والضمان الاجتماعي في البرلمان بدونها التصويت. بعد فشله في الحصول على تأييد مجلس الأمة.
ويهدف مشروع الميزانية الذي قدمه بارنييه إلى خفض العجز من خلال إجراءات التقشف بما في ذلك زيادة الضرائب بقيمة 60 مليار يورو وخفض الإنفاق.
وتأتي هذه الأزمة السياسية في وقت صعب بالنسبة لفرنسا، التي تناضل من أجل خفض عجزها المالي المتنامي، والذي من المتوقع أن يتجاوز 6% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
كما قال وزير المالية الفرنسي أنطوان أرمان يوم الثلاثاء إن الوضع الحالي يمثل نقطة تحول حاسمة للبلاد، مسلطا الضوء على أن السياسيين يتحملون مسؤولية إغراق البلاد في حالة من عدم اليقين.
تفاعلات القوى السياسية
وأدى الخلاف بين اليسار واليمين المتطرف إلى تشكيل جبهة موحدة للإطاحة بحكومة بارنييه. أعلنت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني، دعمها لمشروع قانون الرقابة الذي قدمه ائتلاف اليسار، مؤكدة ذلك. وسيصوت حزبه لصالح هذا المشروع، ويعتبر أن انتقاد الميزانية هو السبيل الوحيد لحماية الفرنسيين.
الوضع السياسي العام في فرنسا.
تسلط الأزمة السياسية في فرنسا الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي فاز بولاية ثانية في عام 2022. ورغم أنه لا يمكن عزل ماكرون من منصبه من خلال البرلمان، فإن الأزمة الحالية تثير تساؤلات حول مستقبله السياسي.
ومن المفترض أن يؤدي اقتراح حجب الثقة إلى استقالة بارنييه، لكن من المرجح أن يطلب منه الرئيس الفرنسي البقاء قائمًا بأعمال رئيس الوزراء حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن رئيس وزراء جديد، لأنه لا يستطيع تنظيم انتخابات جديدة قبل يوليو 2025، بعد ذلك يدعو إلى… إجراء انتخابات نيابية مبكرة في يونيو/حزيران الماضي.
التعليقات