
وسط تزايد التحذيرات من احتمال نشوب حرب مع روسيا خلال السنوات المقبلة، بدأت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تعزيز استعداداتها الدفاعية لمواجهة أي تهديدات محتملة، بحسب قناة القاهرة الإخبارية.
محتويات المقال
السيناريوهات المتوقعة للحرب المقبلة مع روسيا
وبحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك، تعمل دول الناتو على تطوير خطط دفاعية استراتيجية تشمل الجوانب العسكرية والمدنية، في ظل تصاعد التوترات مع روسيا منذ الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وقال برونو كال، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني، إن روسيا تستعد للحرب مع الغرب، لكنه أشار إلى أن موسكو ستتخذ خطوات محدودة، مثل التوغلات الصغيرة أو تصعيد الحرب الهجين، لاختبار تماسك حلف شمال الأطلسي.
وأشار أندريوس كوبيليوس، مفوض الدفاع بالاتحاد الأوروبي، إلى أن روسيا يمكن أن تستعد لمواجهة الناتو في غضون 6 إلى 8 سنوات، بينما حذرت المخابرات الإستونية من أن موسكو يمكن أن تعيد بناء جيشها ليشبه الجيش السوفيتي، وهو ما سيمثل تهديدًا كبيرًا رغم تفوق الناتو. في التكنولوجيا.
الاستعداد العسكري لدول الناتو
وفي الاستجابة لهذه التحديات، قامت العديد من دول الناتو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة. وتخطط بولندا لإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على المؤسسة العسكرية بحلول عام 2025، في حين بلغ الإنفاق الدفاعي في إستونيا 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي، مع خطط لزيادته. 3.7% بحلول عام 2026.
وفي هذا السياق، سترفع ليتوانيا إنفاقها الدفاعي إلى 3% اعتبارًا من عام 2025، مع مقترحات لزيادة هذا الرقم إلى 4%. أما ألمانيا وفرنسا فإنهما تسعيان إلى تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي المتمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. والتزمت المملكة المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5%.
تعزيز الحدود والدفاعات الجوية
وتعمل دول البلطيق (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا) على تعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروسيا من خلال إنشاء مخابئ وموطئ قدم وحواجز مضادة للدبابات مثل “أسنان التنين”. كما قامت بولندا ببناء “الدرع الشرقي” لتعزيزها. حدودها الشرقية.
وفي مجال الدفاع الجوي، أكدت دول البلطيق على أهمية بناء نظام دفاع جوي قوي لحماية الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. وقامت دول مثل بولندا وفنلندا والسويد ورومانيا بزيادة استثماراتها بشكل كبير لتطوير هذا القطاع.
خطة إخلاء السكان في حالة الطوارئ
وتشمل الاستعدادات أيضًا خططًا لإجلاء السكان في حالات الطوارئ. على سبيل المثال، وزعت السويد أدلة إرشادية على مواطنيها حول كيفية التعامل مع الأزمات، ونشرت فنلندا أدلة للاستعداد للحرب، وأعلنت لاتفيا عن توفر 5000 ملجأ تحت الأرض بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، في حين تعمل ألمانيا على القيام بذلك. تحديد مواقع الملاجئ وتوفير المعلومات للمواطنين.
ومع تعزيز الدفاعات وزيادة الإنفاق العسكري، يظل السؤال الأهم هو مدى قدرة الناتو على مواجهة أي تصعيد محتمل من جانب روسيا، خاصة أن اللحظة الحالية تتطلب قرارات سريعة وطموحة لتحسين الأمن والاستقرار في أوروبا.
التعليقات