
هيمن اسم أحمد حسين الشرع، الملقب بـ”أبو محمد الجولاني”، على الساحة السورية بعد سقوط نظام الأسد. إنه الشخص الذي ساعد الإعلام الأمريكي في خلق أسطورته من الإرهابي إلى زعيم المعارضة. في مشهد يوضح كيف يغير الإعلام الغربي تعامله مع الأحداث حسب اهتماماته.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر شبكة “سي إن إن” عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان وجود محمد الجولاني، الذي وصفته في تقريرها حينها بأنه “زعيم الجماعة المعينة”. كإرهابي”.
مكافأة 10 ملايين دولار لمن يشجب الجولاني
وزعم تقرير شبكة “سي إن إن” في ذلك الوقت أن المكافأة جاءت من برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مقابل معلومات تؤدي إلى زعيم فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
هذا السيناريو للتوجه الأمريكي تغير تماماً يوم الجمعة الماضي 6 كانون الأول 2024، عندما نشرت “سي إن إن” مقابلة خاصة مع “الجولاني” وصفه فيها بـ”زعيم هيئة تحرير الشام” وبأنه القائد. المعارضة السورية، وهو مؤشر واضح على تغير السيناريو الأمريكي وتعامل وسائل الإعلام الغربية مع الوضع وفق مصلحتها الشخصية.
وسائل الإعلام الأمريكية
من جانبه قال نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة، إنه في سياق الحديث عن الجولاني والإعلام الأمريكي، لا بد من لفت الانتباه إلى الدور المؤثر الذي يلعبه الإعلام في تشكيل التصورات والآراء حول السياسة . أرقام.
وأضاف سعدة في تصريحات لـ«الوطن» أن الجولاني، الذي يعتبر أحد الشخصيات المتنازع عليها، كان يصنف في البداية كأحد الإرهابيين المتطرفين، منذ أن عرضت وسائل الإعلام الأميركية وتحديدا شبكة «سي إن إن» تفاصيل عرض مالي يقدر بعشرة ملايين. دولار في عام 2017، كمكافأة لمن يتمكن من العثور على موقعها، وقد جاء ذلك في وقت مثير للقلق، نظراً للتهديد الذي يشكله على الأمن القومي والمنطقة ككل.
وتابع أن ما يثير الدهشة هو التغير الواضح في الخطاب الإعلامي نفسه. نفس الوسائل الإعلامية التي قدمت الجولاني كمجرم ينتمي إلى الجماعات المتطرفة، تقدمه الآن على أنه “رجل معارض” يعمل من أجل الشعب. ويرفض الظلم الذي يمثله النظام القائم.
وأشار نقيب الإعلاميين إلى أن هذا التناقض يعكس بوضوح أن الإعلام يمكن أن يلعب دورا رائدا في تزييف الحقائق. مما يؤثر بشكل كبير على التصورات العامة، حيث أن آخر ما نحتاجه في عالم اليوم هو المعلومات غير المستقرة أو تقديم أجندات خاصة تحت ستار الأخبار.
وأكد أن التغيير في الخطاب يعكس أهمية الوعي بالاتجاهات الإعلامية وفهم أنه يمكن استخدام الإعلام كأداة لتشكيل الرأي العام بطرق قد تكون بعيدة عن الحقيقة.
التعليقات