
حذرت فايننشال تايمز من أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على الأنظمة البيروقراطية القائمة، مما قد يجعله أكثر قوة وتأثيراً دون الحاجة إلى “تمرد الروبوتات” و لذا يجب على البشر توخي الحذر مستقبلا من الاعتماد الكامل علي استخدام الذكاء الاصطناعي في كل محاور الحياة مشيره الي ان الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً مباشراً على البشرية، ولكنه قد يتحول إلى خطر بيروقراطي متحكم بالمعلومات.
كما سيصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من البيروقراطية الحديثة و ذلك على النقيض مما تصوره أفلام الخيال العلمي فإن الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً مباشراً على البشرية، ولكنه قد يتحول إلى خطر بيروقراطي متحكم بالمعلومات، فيجب على البشر أن يقلقوا من انتشار البيروقراطية الرقمية التي تتخذ قرارات بالنيابة عنهم من خلال أنظمة الإدارة التلقائية، بدلاً من أن يقلقوا من فكرة سيطرة الروبوتات على العالم.
وكما غيرت البيروقراطية مفهوم الملكية بشكل جذري منذ اختراع الكتابة، حيث كانت ملكية الأراضي الزراعية في العصور القديمة تعتمد على التوافق المجتمعي، ولكن بعد ظهور الوثائق المكتوبة أصبح امتلاك أي شيء يتطلب إثباتاً من خلال الوثائق الرسمية التي أضفت على البيروقراطيين قوة لا تضاهي في توجيه حركة الموارد وتحصيل الضرائب.
وسيصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من البيروقراطية الحديثة، حيث من المتوقع أن تتولى الآلات مهمات الموافقة على القروض، أو قبول الطلبة في الجامعات، أو تحديد الوظائف، ومن الممكن أيضاً أن تصدر قرارات قضائية، وعلى الرغم من أن قيام الآلات بمثل هذه المهمات من الممكن أن تجلب أشخاصًا ذوي كفاءات أعلى وتحقق عدالة أكبر، فإن الأضرار المحتملة قد تكون كارثية، خاصةً وأنه في بعض الحالات بدأت المشاكل تظهر بالفعل.
ومن الأمثلة على هذه الأضرار الكارثية: خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي تم إنشاؤها بهدف زيادة التفاعل بين المستخدمين، وتعلمت هذه الخوارزميات جذب الانتباه من خلال تعزيز مشاعر الجشع والكراهية والخوف، مما أدى إلى انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية، فهذه الخوارزميات ليست ذكية بما يكفي لتشكل تهديدًا مباشرًا على البشرية، ولكنها قد تشوه المجتمع من خلال قرارات غير مسؤولة ناتجة عن أهداف ضيقة.
انتهى.
التعليقات