على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!   – كتاب الرأي

سيتم تأريخ 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) لأنه لم يكن إلا بداية لسلسلة من الزلازل والهزات الكبرى التي غيرت خريطة الشرق الأوسط وكان لها تداعيات أثرت على صراعات العالم.

لقد بدأ العد التنازلي لنرى كيف ينتقل مركز الزلزال من غزة، ذلك المكان الصغير، إلى بقية جغرافيا المنطقة الشاسعة، فيغير المعادلات، ويقلب الموازين، ويصلح التحالفات لصالح الحرب أو السلام. المهم أن التغيير أصبح حتمية مصيرية.

والآن أصبحت ظروف الحرب متساوية في الميزان مع ثقل ظروف السلام والاستقرار، ويمكن لشعوب الشرق الأوسط أن ترجح كفة الميزان لصالح شروط السلام إذا استمرت في التردد وتركت للسياسيين شيئاً. . نصيحة أو رأي أو ضغط لكبح أوهامهم، فإن ميزان شرارات الحرب سيقلب الميزان.

وفي غزة، يواصل الزلزال العمل لصالح المقاومة، فهو يدمر نقاط تمركز قوات العدو ويدمر الدبابات ويقتل جنودها بل ويهاجم رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، وقد يكون القدر منحها. موت يتناسب مع حجم جرائمه.

لكن هذا الزلزال يمكن أن ينقلب ضد الفلسطينيين إذا لم تحتوي فصائل المقاومة “فتح وحماس” خلافاتها وتناقضاتها في الضفة وغزة، وفي الرؤية لليوم التالي للحرب، وليس على مستوى غزة. القطاع، ولكن على مستوى إدارة الصراع مع المحتل، والذي لن ينتهي فور التوصل إلى اتفاق على وقفه.

ويتعقد الأمر إذا كانت كل المعطيات حتى الآن تشير إلى شبه استحالة التوصل إلى هذا الاتفاق، وهو ما يفرض على كافة فصائل المقاومة الاستجابة للمبادرات المصرية المستمرة لإتمام المصالحة الفلسطينية.

ويكتسب خطاب المصالحة أهمية خاصة هذه الأيام في ظل خطة اليوم التالي للحرب التي أعدتها الولايات المتحدة، والتي قدمها وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، وقدمها لمجرم الحرب نتنياهو، وعرضها لمساعدته في الشؤون. من الشرق الأوسط إلى السلطة الفلسطينية.

إن ما ورد في التقارير الصحفية حول رد فعل السلطة من جهة، وحركة حماس التي تسعى الخطة إلى تهميشها، ينذر بالشؤم، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عما يمكن تصنيفه على أنه مضايقات أمنية من قبل أجهزة السلطة ضد رجال المقاومة في الضفة الغربية، تزامنا مع اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين على مدن وبلدات الضفة الغربية.

في لبنان، واجهنا نتائج إيجابية من زلزال الفيضانات، عندما انضم الإرهابي نتنياهو إلى المهجرين من مستوطنات الشمال بعد وصول طائرة بدون طيار إلى غرفة نومه.

يشعر الإرهابي بالرعب، فيلغي حفل زفاف ابنه أفنير ويطالب بعقد جلسات الكنيست التي يحضرها تحت الأرض.

مسيرات المقاومة سكنت الخوف في قلوب الصهاينة، فدمرت آليات العدو ودمرت قواعده العسكرية، وأصابت نحو ألف من جنودهم وقتلت مائة لمنعهم من التقدم نحو جنوب لبنان.

الإرهابي يوآف جالانت وزير الدفاع الصهيوني يريد إنهاء العملية البرية تحت وطأة صواريخ المقاومة، لكن واشنطن تعد مسودة اتفاق لإنهاء الحرب ينص على نزع سلاح المقاومة وأن يحتفظ جيش الاحتلال بالحق لاختراق السيادة اللبنانية وتنفيذ عمليات عسكرية والتجسس على لبنان بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتمكين الجيش اللبناني من التواجد في الشريط الحدودي، على أن يتصرف وفق تعليمات الولايات المتحدة التي تشرف. هيئة دولية تراقب كافة التطورات السياسية والأمنية.

تحمل المسودة عنوان مشروعها الذي يضع لبنان فعلياً تحت الاحتلال من خلال التنفيذ الرسمي لقرار الأمم المتحدة “1701”. لكن الإرهابي نتنياهو رفض المشروع، موضحا أن الوضع الحالي يتطلب المزيد من القتال لفرض ظروف أفضل، لكن واقع هزيمة جيشه أمام قوى المقاومة يؤكد أن الحكومة اللبنانية وحزب الله ليسا في وضع يسمح لهما بالقبول بمثل هذا المشروع. . اتفاق.

نتنياهو يريد المزيد من الوقت، ربما يتمكن من إشعال نار الحرب الأهلية، والولايات المتحدة تشاركه الهدف نفسه، لأنها كتبت تلك المسودة حتى يرفضها لبنان. وحتى لا ينقلب الزلزال على اللبنانيين، بكل مكوناتهم السياسية والطائفية، عليهم مواجهة هذه المؤامرة وعدم التفاعل مع أي تدخل إقليمي يسعى إلى إشعال نار الصراع في سياق صراع لا معنى له على النفوذ. فبدلاً من أن يكون لهم مشروعهم المستقل الذي يفرض حل الدولتين بالتنسيق مع القوى الإقليمية ويكبح أطماع الإرهابيين في تل أبيب وحلفائهم الغربيين، استغلوا زلزال الأقصى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *