
وأكد الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في السياسة الدولية، أنه منذ الساعات الأولى للقصف الإسرائيلي على أهداف داخل إيران في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان على إيران الرد بعملية أطلق عليها اسم “التعهد الصادق” الثالث. لأن العقيدة الاستراتيجية للعقلية الإيرانية لا تقبل الهجوم المفتوح على العاصمة طهران من قبل أي دولة.
إن الاقتراب من طهران أمر لا يطاق
وأوضح أبو النور، خلال مداخلة هاتفية لـ”القاهرة نيوز”، أن أحد أسباب اندلاع الحرب بين إيران والعراق هو هجوم القوات العراقية على مطار طهران عام 1980، موضحا أن ذلك يعني الاقتراب من العاصمة أو قلب الدولة الإيرانية لا يطاق.
وأشار: “لو أن إسرائيل هاجمت الأجزاء الغربية من إيران، كما فعلت في محافظتي عيلام وخوزستان، لكان بإمكان إيران أن تتسامح مع مثل هذه العملية وتوافق عليها، وبالتالي إنهاء هذه الجولة من الصراع”.
وأضاف خبير السياسة الدولية: “لكن عندما هاجمت إسرائيل طهران، كان ذلك يتطلب ردا حتميا وإلزاميا من صانع القرار الاستراتيجي في إيران، وآمل أن يكون الرد الإيراني على إسرائيل كبيرا من حيث نوع السلاح والقوة”. عدد الوحدات العسكرية التي تنطلق من إيران، أو من أراض خارج إيران”. أما بالنسبة لإسرائيل، فأنا أتصور أنها ستكون أكبر بخمسة أضعاف على الأقل من عملية الوعد الحقيقي.
المعركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وليس إسرائيل
وأشار الدكتور محمد محسن أبو النور إلى أن “إيران قررت إعلان ردها على إسرائيل قبل ساعات من بدء الانتخابات الأميركية، لأنها تعلم أن المعركة مع الولايات المتحدة الأميركية وليست مع إسرائيل”، موضحا أن إسرائيل فهو ليس الفاعل والمنفذ فحسب، بل هو أيضًا صانع القرار على المستوى الاستراتيجي والأمني.
وتابع: “عندما تعلم إيران أن الولايات المتحدة الآن في حالة سيولة سياسية، في انتظار الرئيس المقبل، فهذا يعني أن إيران قررت الرد قبل 5 تشرين الثاني/نوفمبر”.
التعليقات