
العراق– الوحدة الإسلامية من أهم مقاصد الدين ومن أهم أهداف الرسالة المقدسة، فهي ليست مسألة تكتيكية أو عملاً وقتياً، وإنما هي مبدأ يتعبّد الإنسان من خلاله إلى الله، وآيات القرآن الكريم شاهدة على ذلك.
يفخر الإمام علي بأنه الأحرص على جماعة الأمة والفتها، كما ورد في كتاب له ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة يقول فيه: “وَلَيْسَ رَجُلٌ فَاعْلَمْ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأُلْفَتِهَا مِنِّي، أَبْتَغِي بِذَلِكَ حُسْنَ الثَّوَابِ، وَكَرَمَ الْمَآبِ. وَسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي” .
وسيرة الإمام علي تصدق قوله وتثبت دعواه، فقد غضّ طرفه عن حقه في الخلافة والقيادة بعد رسول الله .
كان بإمكانه أن ينبري للدفاع عما يعتقد أنه حق له، وكان يعلم أن في توليه الخلافة مصلحة للأمة وللرسالة، لكنه وجد أن هذا التصدي وهذا الموقف يضر بالمصلحة العامة في ذلك الظرف، ويؤدي إلى فتنة واحتراب داخلي.
حتى أن أبا سفيان جاءه – كما ذكر ابن الأثير في تاريخه – وقال: ابسط يديك أبايعك، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلًا ورجالًا. فزجره علي وقال: “وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا الْفِتْنَةَ، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ طَالَمَا بَغَيْتَ لِلْإِسْلَامِ شَرًّا! لَا حَاجَةَ لَنَا فِي نَصِيحَتِكَ” .
وجاءه عمه العباس بن عبدالمطلب وقال له: أبسط يدك أبايعك، فيقال: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ، ويبايعك أهل بيتك، فإن هذا الأمر إذا كان لم يقل” .
*لمتابعة القراءة على موقع ( العراق)، اضغط هنا.
التعليقات