
اعتمدت جماعة الإخوان في معركتها ضد الدولة المصرية على «سلاح الشائعات» واستخدمته وفق سيكولوجية «التأثير النفسي»، للاستفادة منه في تنفيذ سيناريوهات الفوضى الممنهجة، وتفكيك «الظهر الشعبي». والتركيز على خفض المعنويات، بعد فشل مشروعها المسلح تحت نفوذ الأجهزة الأمنية المصرية وقدرتها على تدمير بنيتها الاقتصادية والتنظيمية.
ويعتمد أتباع سيد قطب في خطتهم على نظرية «خرطوم الباطل» التي تتحرك في اتجاهين. الأول يهدف إلى تقويض قائد النظام السياسي، ممثلاً بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والثاني يشير إلى الإنجازات التي تحققت. وقد تحققت على أرض الواقع عمليا، في إطار خلق حالة من الكراهية والعداء وفقدان الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مما أدى إلى فقدان واقع الانتماء للدولة ومشروعها. والنفسية و. عاطفيا.
إن الشائعات التي يروجها المتحدثون باسم جماعة “الإخوان” حول موقف القاهرة من “القضية الفلسطينية” لا تمثل أكثر من زيادة في دورها التاريخي والمستمر الداعم في ظل موقفها كعائق أمام “القضية الفلسطينية”. فلسطين”. “التهجير القسري”، وعقده عشرات اللقاءات بين حركتي “حماس” و”فتح” لوقف الأزمة الداخلية، ووساطته مع الطرفين الأميركي والقطري للتوصل إلى اتفاق ينص على “وقف إطلاق النار”. وتمهيد الطريق لإعادة إعمار “غزة” ومبادراتها بتشكيل لجنة “دعم مجتمعي” لإدارة قطاع غزة بعيداً عن غطرسة وسلطة الاحتلال.
إن استثمار الإخوان في المشاهد الأخيرة في غزة ولبنان، من أجل غسل سمعتها ومحو سقوطها السياسي وإعادة تموضعها وإحياء مشروعها في عمق المنطقة العربية، يمهد للدور الوظيفي الذي أسند لها تاريخيا. . ومشاركتهم، جزئياً أو كلياً، في خلق ما روجت له مراكز الفكر والأبحاث الغربية مؤخراً، حول ضرورة إجراء تغييرات في بنية الأنظمة السياسية الحاكمة، وخاصة النظام المصري، الذي يمثل عائقاً أمام الفلسطينيين. النزوح لتمرير. تحديد وبناء “إسرائيل”. “الكبير.” ليس من المنطقي أن يغيب ممثلو «الإسلام السياسي» عن ساحة الصراع الدائر في عمق الشرق الأوسط، لأن لهم دوراً فاعلاً في إقرار الأجندات والسيناريوهات التقسيمية، في ظل محاولة توسيع الدائرة حالياً. . الصراع، وممارسة المزيد من الضغوط المتبادلة، في إطار المتغيرات الجيوسياسية والاستراتيجية، التي على المحك لبناء تحالفات سياسية واقتصادية جديدة، ولذلك تعتبر جماعة الإخوان فاعلا مهما، وليس هامشيا، بالنسبة. المستقبل السياسي للمنطقة العربية.
تستغل مسارات اللجان الإعلامية الإخوانية نظرية “خراطيم الأباطيل” لتوثيق أحداث الفترة الحالية للنظام السياسي، في إطار عملية تحليلية تقوم على إنشاء “مراكز تحقيق وأبحاث”، بحيث ومع مرور الأيام يصبح جزءاً من الحقيقة التاريخية الراسخة كنوع من الشهادة على الأحداث التي تتكشف في العمق، وعلى مساهمته في كتابة “التاريخ المعاصر”، بشكل غير مباشر من خلال التقارير والأكاذيب التي ينشرها. بشكل منهجي وعلمي.
ورغم أن التاريخ المصري يعيش حالة من التشويه المتعمد، إلا أن السنوات الـ 15 الأخيرة من المرجح أن تصبح الأكثر عرضة للتلاعب والفبركة ما لم يتم توثيق أحداثه والحفاظ على وثائقه وأسراره، في ظل اتساع نطاق “الإسلام السياسي”. “، التي تضع الدولة الوطنية في خانة العداء المستمر، وتهدف إلى… اقتلاع ثوابتها ومرتكزاتها الوطنية والسياسية، لصالح مشروعها الفكري والحركي والتنظيمي.
وهو ما يعني أن الدولة المصرية بحاجة ماسة إلى إنشاء «هيئة وطنية وطنية»، تحدد الأطر النظرية لصياغة التاريخ المصري وتنقية تاريخه القديم والحديث، وفق مرجعية فكرية وثقافية تنسجم مع هوية المجتمع المصري ومنحها صفة قانونية مستقلة، وإنشاء العشرات من المراكز البحثية، لتكون بمثابة جدار منيع على المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، في وجه آلة الإخوان التي تعمدت تهميش وتزييف الحقائق وتوثيقها على شبكة الإنترنت. . وينشر بما يخدم أهدافه، ومن ثم يصبح مرجعاً لمختلف الباحثين والعلماء العرب والأجانب.
التعليقات