
استعرض الدكتور إسلام عزام، نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، قانون التأمين الموحد وفلسفته وأهدافه، وذلك في الملتقى السنوي للتأمين وإعادة التأمين في نسخته السادسة بمدينة شرم الشيخ، والذي نظمه الاتحاد المصري للتأمين. تحت عنوان “رؤية مستقبلية لتطوير صناعة التأمين” والذي يهدف إلى مناقشة آخر التطورات في صناعة التأمين، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع.
قانون التأمين الموحد
وقال عزام إن قانون التأمين الموحد يعد أبرز تطور حدث في قطاع التأمين في مصر خلال العام الحالي، وتحديدا منذ بدء تطبيقه في يوليو الماضي، موضحا أنه يمثل نقلة نوعية هامة في تطوير التشريعات التي ينظم عمل سوق التأمين.
وأضاف خلال عرض القانون أنه أسند مسؤولية صياغة القرارات واللوائح التنفيذية إلى مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية، بما يتوافق مع أهداف التطوير والنمو للقطاع، ويحافظ على استقرار السوق.
تحسين مستويات الاستقرار المالي
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى أن فلسفة القانون وأهدافه تتمحور حول تحسين مستويات الاستقرار المالي لجميع الجهات التي تعمل في أنشطة التأمين ودعم جهود تحقيق الشمول التأميني من خلال تسريع وتيرة التحول الرقمي كما تشير الهيئة أهمية كبيرة لتطوير وتنمية قطاع التأمين لتوسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات التأمينية من خلال العمل على مسارات تنموية متعددة بهدف تحسين مستويات الحوكمة وحماية حقوق المؤمن عليهم.
وشكلت الهيئة لجاناً وفرق عمل متخصصة لإعداد وصياغة الضوابط والقرارات التنفيذية بما يتوافق مع متطلبات السوق واحتياجات القطاع، وذلك بالتوازي مع التوجه الحالي المتمثل في إجراء حوار مفتوح مع كافة الأطراف المعنية للاستماع. إلى آرائهم ومقترحاتهم لتحسين أثر التشريعات على التنمية وتسهيل وتسريع تنفيذ القرارات، بهدف تنمية وتطوير الأسواق المالية غير المصرفية وحماية كافة حقوق العاملين فيها.
وأضاف عزام أنه نتيجة تواصل الهيئة مع كافة الأطراف بسوق التأمين المصري وتقديم الطلبات من قبل العديد من الشركات، تبين أن هناك بعض المشكلات الناتجة عن اختلاف السنة المالية للشركات المصرية والسنة المالية للشركات المصرية. الشركات الأجنبية، حيث أن جميع الشركات المصرية تتعامل مع شركات إعادة التأمين الأجنبية. وتقوم بإعداد قوائمها المالية عن سنة مالية تنتهي في نهاية ديسمبر من كل عام، والفرق بين السنة المالية للشركات المصرية والسنة المالية للشركات الأجنبية هو الفرق. ويسري تداخل سنتها المالية مع السنة المالية بين الشركات، لذا أصدرت هيئة الرقابة المالية قراراً بتحديد تاريخ بداية ونهاية السنة المالية لشركات التأمين وإعادة التأمين. ويتم تحديدها في الفترة من الأول من يناير وحتى نهاية ديسمبر من كل عام، بدءاً من السنة المالية التي تبدأ في 1 يناير 2025.
تحسين مساهمة التأمين في الناتج المحلي الإجمالي
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى أن القانون يهدف إلى تحسين مساهمة التأمين في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة قاعدة المستفيدين من خلال التأمين الإلزامي، حيث أدخل القانون الجديد العديد من التأمينات الإلزامية وسمح لمجلس إدارة الهيئة باقتراح مجموعة من التأمينات الإجبارية المناسبة للسوق المصري وفق دراسات فنية متخصصة، وسيصدر مجلس الوزراء قراراً في هذا الشأن. وقد حدد القانون أنواعًا من هذه التغطيات، بما في ذلك التأمين على الأصول الحكومية والتأمين على الطلاق. المخاطر، والتأمين الإلكتروني ضد المخاطر السيبرانية، بالإضافة إلى بعض وثائق المسؤولية المهنية. ويتم حالياً دراسة هذه التأمينات الإلزامية للعمل على تطبيقها تدريجياً مستقبلاً حتى تخدم كافة الأطراف المعنية. شركات التأمين للمشاركة في تأسيس مجموعة للمخاطر الطبيعية، ومنح مجلس إدارة الهيئة حق اقتراح إنشاء مجموعات أخرى بناء على الدراسات المعدة لهذا الغرض.
وأضاف عزام أن قانون التأمين الموحد خلق إمكانية إنشاء شركات التأمين الأصغر، وتسريع وتيرة الحصول على التغطية التأمينية وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، مما يسمح لهم بممارسة التأمين الشخصي والممتلكات معا، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى التوسع نطاق الحماية التأمينية ليشمل شرائح واسعة من المجتمع الراغبة في الحصول على تغطية التأمين الأصغر، مع متطلبات رأس مال أقل من الشركات التقليدية، وذلك بسبب طبيعة انخفاض حجم المخاطر المؤمن عليها.
ويحدد قانون التأمين الموحد متطلبات القاعدة الرأسمالية للجهات المرتبطة بنشاط التأمين، مثل شركات وساطة التأمين، والشركات ذات الخبرة في “التفتيش – الاستشارات – الاكتوارية”، وكذلك شركات الرعاية الصحية التي تدير شبكات التأمين الصحي. ولمجلس إدارة الهيئة حق تحديد الحدود الدنيا لرأس المال لكل نشاط في ضوء المتطلبات الفنية والمالية والتكنولوجية اللازمة لكل نشاط على حدة.
التعليقات