
عانت آلاف الأسر في الريف المصري لسنوات طويلة من التهجير والتهميش والحياة تحت خط الفقر، حيث افتقرت إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة والخدمات الأساسية، وكانت البنية التحتية في تدهور مستمر، حتى وصل “ انطلقت مبادرة الحياة الكريمة في 2 يناير 2019 لتغيير واقع ذلك الوضع في القرى الأكثر احتياجًا ومساعدة سكان الريف. وتهدف المبادرة إلى إنهاء سنوات التهميش في القرى المصرية. والتي ظلت غائبة لفترة طويلة عن اهتمام الدولة، من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية وتحسين نوعية الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبالنسبة للمواطنين، يهدف أيضاً إلى تخفيف العبء الذي تتحمله الأسر الأكثر احتياجاً في الريف والعشوائيات الحضرية، مع توفير فرص العمل وتحقيق التنمية الشاملة للقضاء على الفقر ودعم الاستقلال المالي للمواطنين.
وتنقسم المبادرة إلى ثلاث مراحل: تركز المرحلة الأولى على القرى التي تزيد نسبة الفقر فيها عن 70%، بينما تركز المرحلة الثانية على القرى التي تتراوح نسبة الفقر فيها بين 50% و70%، أما المرحلة الثالثة فتركز على القرى التي يزيد فيها الفقر وتصل المعدلات إلى أقل من 50%، والفئات المستهدفة تشمل الأسر الأكثر احتياجاً، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء المعيلات، الأيتام والأطفال والشباب العاطلين عن العمل.
قالت الدكتورة بثينة مصطفى المتحدث الرسمي لمؤسسة الحياة الكريمة، إن عدد المستفيدين من المؤسسة منذ البداية وصل إلى 33 مليون مستفيد، مشيرة إلى أن إجمالي الدخل بلغ 3.4 مليار جنيه، مشيرة إلى أن المؤسسة حققت انتشارا واسعا في كافة أنحاء البلاد 28 موقعاً، وبلغ عدد المتطوعين لدى المنظمة 150 ألف متطوع.
وأضاف في تصريح لـ”الوطن”، أن “حياة كريمة” قدمت خدماتها المباشرة في مجال الدعم الغذائي سواء طرود غذائية أو وجبات ساخنة أو لحوم محلية أو دواجن لـ 24 مليون مستفيد. كما حقق إنجازات عظيمة. في القطاع الهندسي، من خلال إعادة بناء 182 منزلاً، وإنشاء 6 مكتبات، وزيادة كفاءة الوحدة الصحية بقرية الزعفرانة، بالإضافة إلى إنشاء 3 استراحات بمظلات لسكان الصعيد، بالإضافة إلى لتجهيز مطبخ لحياة كريمة بالعريش وإحلال وتجديد 55 منزلاً قبل نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من “فيدا دينيا”، في مجال التمكين الاقتصادي والمساعدات الإنسانية، وصل إلى 215 ألف مستفيد، من خلال توفير “ماكينات الخياطة، العربات، الأكشاك، المعدات الفنية، البقالة، تزويج اليتيمات، الكراسي المتحركة والمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال. أعمال”، بالإضافة إلى مشروع السكر المنزلي وخيوط الحياة، موضحاً أن “حياة كريمة” تمكنت من تقديم خدماتها الطبية لـ 1.8 مليون مستفيد، من خلال 517 قافلة بيطرية و1631 قافلة طبية، إضافة إلى إبرام بروتوكول تعاون استراتيجي مع مؤسسة مجدي يعقوب وتنظم 513 ندوة طبية ودعم نفسي وإرشاد زراعي.
وتابع: “أطلقت حياة كريمة مؤخرا مبادرة لبيع اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة، في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتعاون مع شركة قيصر لتوفير اللحوم والدواجن، وتوفير اللحوم بأسعار مخفضة. بأسعار مخفضة، بأعلى جودة وأقل سعر، ويخضع لرقابة بيطرية صارمة للتأكد من سلامته وجودته، بهدف توفير حياة كريمة للمواطن المصري في ظل التحديات الاقتصادية الحالية. هدفهم هو بيع 2 طن أو أكثر. يوميا خلال المرحلة الأولى، وتشمل المحافظات الأربع (القاهرة والجيزة والإسماعيلية والشرقية)، لمواجهة جشع التجار وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين.
وأشار إلى أن المؤسسة تعتزم افتتاح 100 نقطة بيع ثابتة بنهاية العام لبيع اللحوم بأسعار تنافسية، لافتاً إلى توقيع بروتوكول تعاون لدعم توفير المنتجات الغذائية الأساسية بأسعار تنافسية مع وزارة التموين ووزارة التربية والتعليم. التجارة الداخلية، موضحاً أن البروتوكول يتضمن تخصيص 20 نقطة بيع مجمع استهلاكي كمرحلة أولى لتقديم اللحوم الطازجة والمنتجات الأساسية الضرورية مثل الزيت والسكر والسمن وغيرها، لضمان وصول الدعم إلى الأسر الأكثر احتياجاً عبر فيدا. جدير. تقوم المؤسسة بتحديد المستفيدين بناء على دراسات دقيقة لاحتياجات الأسر والمجتمعات المحلية.
وأوضح أن الأهداف الرئيسية لمبادرة “الحياة الكريمة” تتمثل في تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتنمية قدرات الشباب وزيادة وعيهم، وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للأسر المستهدفة. تعزيز التنمية الاجتماعية وتحقيق التكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية، وتعمل على تحسين آليات الشراكة والتواصل بين المؤسسة وأجهزة الدولة المحلية والمركزية والمنظمات المانحة والقطاع الخاص، من خلال آليات مختلفة عبر المستوى المحلي. والإقليمية والدولية. كما تركز المبادرة على مكافحة عمالة الأطفال الخطرة، والحد من التسرب التعليمي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي والإعلامي حول أهمية النهوض بالأسرة.
وأشار إلى أن «حياة كريمة» تسعى إلى توفير حياة شاملة للفرد، وهو ما ينعكس في اسم المبادرة. الحياة الكريمة تعكس جوهر المبادرة من خلال تحسين البنية التحتية والصحة والتعليم والمرافق الأساسية. وأجريت دراسات ميدانية لتحديد احتياجات وظروف القرى بهدف معالجة الفقر متعدد الأبعاد.
التعليقات