
افتتح الدكتور أحمد فؤاد حنو، وزير الثقافة، فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي، والتي تقام خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر.
وأقيمت فعاليات الاحتفال على المسرح الكبير بالأوبرا المصرية، بحضور نخبة من النجوم وصناع السينما من مصر والعالم.
منارة تشع منها روح الابتكار والتجديد
وقال الدكتور أحمد فؤاد حنو وزير الثقافة خلال كلمته: “في قلب القاهرة عاصمة الفن ومقصد المبدعين، حيث تلتقي الحضارات وتنسج الفنون أجمل القصص، أصبحنا نجد للتنقل محيط الإبداع في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يحتفل بدورته الخامسة والأربعين. وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن، أضاء هذا المهرجان سماء السينما العالمية.
وأصبح رمزا للفن السابع، ومنارة تشع منها روح الابتكار والتجديد، ليكتب اسمه بأحرف من نور بين أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وتحتل مصر كعادتها الريادة في الدول العربية. وإقليمياً، إذ إن هذا المهرجان ليس مجرد حدث سينمائي فحسب، بل هو جسر بين الثقافات وحاضنة للمواهب ونافذة على آمال الإنسان وتطلعاته. هنا نجد حكاياتنا وقصصنا متجسدة، ونسمع الصوت. الإنسان ويشعر بآماله، من خلال الإنتاجات الفنية التي تأتي من جميع أنحاء العالم، حيث تتقاطع السينما الشرقية مع السينما العالمية.
وتابع وزير الثقافة: «في كل جلسة نستذكر الرواد الذين مهدوا الطريق وأحلامهم التي تحققت للفنانين وصناع السينما، لذلك نوجه تحية إجلال وإجلال لكل من ترك بصمة لا تنسى في هذا المهرجان العريق، بداية من المؤسس». كمال الملاخ إلى العملاق سعد الدين والرائد شريف الشوباشي والنجم عزت أبو عوف ونخبة المبدعين سمير فريد وماجدة واصف ومحمد حفظي، إلى الكبار. الفنان حسين فهمي الذي يظل رمزا للفنون الجميلة ومكانة سامية أثرت المهرجان وزادت من نجاحه وتألقه.
وأضاف: بهذه المناسبة نكرم نجومنا الذين رحلوا وتركوا وراءهم إرثا خالدا من الإبداع. وكانت أعماله نوراً ساطعاً على طريق السينما وستبقى خالدة في ذاكرة الفن. لهم من قلوبنا كل الاحترام والتقدير، وسيبقون في هذه الدورة… مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يقف ثابتًا على رسالته النبيلة، توحيد الناس من خلال لغة الفن، والاحتفاء بالإبداع وتعزيز الابتكار، ويظل رمزًا للابتكار. منارة. ثقافة وشعلة تنير طريق المبدعين.
واختتم وزير الثقافة: “دعونا جميعا نحتفل بسحر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ونجعل من هذه الدورة فصلا جديدا من التألق والتجديد لأقدم وأهم مهرجان”.
كما أراد وزير الثقافة أن يشيد بثلاث شخصيات لها إسهامات سينمائية متميزة، مثل المخرج المصري يسري نصر الله، الحائز على جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، تقديرا لمسيرته الفنية الغنية، ووجه التحية للنجم، كما أشاد أحمد عز، بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، بالمخرج البوسني دانيس تانوفيتش، الذي يرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان.
أخبر قصصًا عن الأشخاص الذين عاشوا
وقال الفنان حسين فهمي: إن هذه الجلسة المؤجلة تضامنا مع أشقائنا في غزة وفلسطين المحتلة كانت وستظل القضية الفلسطينية وقضية مصر ومسألة كل إنسان يناضل من أجل العدالة والإنصاف والمساواة. الحرية والكرامة، وعندما نتحدث عن غزة وفلسطين، لا يمكننا أن ننسى إخوتنا في لبنان الذين عانوا لسنوات طويلة وما زالوا يواجهون محاكمات صعبة، كما نعرب عن تضامننا الكامل معهم.
وتابع فهمي أنه في الأوقات الصعبة التي تشهد الشدائد والأزمات، يكون الفن حاضرا دائما والسينما تستطيع أن تلخص بصدق قصص الإنسان والمشاعر المتنوعة. لذلك سنستمر في صناعة الفن وسنستمر في إنتاج السينما، لأنها قادرة على ذلك. يروون قصصًا عن البشر. لقد عاشوا، وحلموا، وتحملوا، ومهما مر من الوقت، في النهاية سيحققون النصر بالتأكيد.
على طريق الفن هناك أشخاص نفقدهم، لكن رغم الفراق، فإن حضورهم سيظل يحيا في ذاكرتنا وقلبنا من خلال أعمالهم التي تركت بلا شك أثرا كبيرا، وأرواحهم الطاهرة التي لا تزال حاضرة بيننا حتى اليوم. رغم غيابهم وفي كثير من الأحيان المسؤولية تجبرنا… “مواصلة العمل رغم مشاعر الحزن، لأننا تعلمنا وتربينا أن الحياة يجب أن تستمر وأن الفن لا ينتهي”.
وأضاف فهمي: السينما المصرية سينما قديمة عمرها أكثر من 120 عاما، ومن هنا أهمية الاهتمام بتاريخنا السينمائي وكل ما تم إنتاجه خلال هذه الفترة الطويلة، ومن هذا المنطلق.
وبرزت مبادرة ترميم السينما المصرية، التي أطلقها المهرجان، من خلال عرض فيلمين هما: «يوميات نائب في الريف»، و«أغنية في الممر». شاركنا هذا العام في مبادرة الترميم مع القابضة. شركة المسرح والسينما والاستديو برئاسة أيمن إسماعيل رئيس مجلس الإدارة والمهندس محمد أبو سعدة.
كما أود أن أتقدم بشكر خاص لمدير التصوير محمود عبد السميع، و”مركز ترميم الأفلام” بمدينة الإنتاج الإعلامي، الذي سهل عملية هذه الأفلام من خلال معامل أنيس عبيد، كما تضمنت القائمة. ترميم 10 أفلام في غاية الأهمية وهي: القاهرة 30 – الزوجة الثانية – المحرمة – الشيء المخيف – بين القصرين – قصر الشوق – المستحيل – السراب – المتسول – السمان والخريف
وأشار إلى أن هذه المبادرة تتضمن ترميم أكثر من 1400 فيلم مصري وهي كنوز حقيقية، وهناك 12 فيلما آخر حاليا في مرحلة الترميم، ونحن مستمرون في هذه المبادرة للحفاظ على تراثنا السينمائي المنقطع النظير.
تقديم أشكال الدعم المختلفة للمهرجان.
ووجه فهمي الشكر لوزيرة الثقافة على تقديم مختلف أشكال الدعم للاحتفال بالمهرجان بما يتناسب مع مكانة مصر وريادتها الإقليمية والدولية. كما وجه الشكر للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة السابقة.
وأعرب رئيس المهرجان عن فخره بأن جميع رعاة المهرجان مصريون 100% ويمثلون مختلف الصناعات المصرية القادرة على إثبات جدارتها.
وأوضح فهمي أن هذا العام يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي 194 فيلما من 72 دولة، منها 10 أفلام تعرض لأول مرة، و52 فيلما تعرض في العرض العالمي الأول.
وبدأت فعاليات الافتتاح – التي قدمتها الإعلامية ياسمين طه زكي – بالنشيد الوطني، ثم قدمت فرقة وطن للفنون من مدينة غزة الفلسطينية أحد أروع عروضها المستوحاة من التراث الفلسطيني.
كما تخلل الحفل عرض لجان تحكيم مسابقات المهرجان المختلفة، واختتم حفل الافتتاح بعرض فيلم «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في عرضه العالمي الأول بحضور صناعه.
التعليقات