
للمرة الأولى، أطلقت أوكرانيا صواريخ «ستورم شادو» بريطانية الصنع، ضد أهداف عسكرية في روسيا، بحسب ما نقلته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية.
وجاء الهجوم، بعد أول استخدام لصواريخ «أتاكمز» الأمريكية بعيدة المدى على الأراضي الروسية أمس الثلاثاء، تزامنا مع توقيع فلاديمير بوتين على العقيدة النووية المحدثة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، جاء قرار جو بايدن، الرئيس الأمريكي بالسماح باستخدام نظام «Atacms» قبل شهرين من عودة دونالد ترامب، الرئيس المنتخب إلى منصبه، والذي قال إنه سيعمل على إنهاء الصراع بسرعة.
ودفع هذا القرار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى وصف بريطانيا بأنها “في طليعة” الحلفاء الذين “يضخون الأسلحة إلى أوكرانيا”.
وتمتلك أوكرانيا بالفعل إمدادات من صواريخ ستورم شادو، لكن إطلاقها كان يقتصر على أهداف ومواقع للقوات الروسية داخل الحدود الأوكرانية.
ونحاول في السطور التالية التعرف على صواريخ ستورم شادو، والفرق الذي يمكن أن يحدثُه استخدامها في حرب أوكرانيا إذا قصفت بها كييف عمق الأراضي الروسية.
ماهي مواصفات «Atacms-أتاكمز»
«Atacms» اختصارا لعبارة «نظام الصواريخ التكتيكية للجيش»
– صاروخ باليستي أرض-أرض قادر على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر (186 ميلًا).
-يتم إطلاقها إما من نظام إطلاق الصواريخ المتعددة المجنزرة «M270» أو نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة «M142»المزود بعجلات «هيمارس-Himars».
– يتم تشغيلها باستخدام الوقود الصاروخي الصلب ويتبع مسارًا باليستيًا في الغلاف الجوي قبل أن تعود إلى الأسفل بسرعة عالية وزاوية عالية، مما يجعل اعتراضها أمرًا صعبًا.
– مصممة لحمل نوعين مختلفين من الرؤوس الحربية.
– النوع الأول عبارة عن مجموعة من القنابل الصغيرة المصممة لتدمير الوحدات المدرعة الخفيفة على مساحة واسعة.
– النوع الثاني هو رأس حربي واحد، وهو عبارة عن نوع عالي الانفجار يبلغ وزنه 225 كيلو جرامًا، ومصمم لتدمير المنشآت المحصنة والهياكل الأكبر حجمًا.
– تبلغ تكلفة كل صاروخ حوالي 1.5 مليون دولار.
– استخدمت لأول مرة في حرب الخليج الثانية عام 1991.
– كروز «إنجليزي- فرنسي» يبلغ مداه الأقصى نحو155 ميلًا (250 كيلومترًا).
– صعوبة الرصد حيث ينزل السلاح المزود بنظام الملاحة الخاص به إلى ارتفاع منخفض لتجنب الكشف قبل تحديد هدفه باستخدام الباحث بالأشعة تحت الحمراء.
-يصعد الصاروخ في الاقتراب النهائي إلى ارتفاع أعلى لزيادة فرص إصابة الهدف.
– عند الاصطدام، يخترق الصاروخ الهدف قبل أن ينفجر الرأس الحربي الرئيسي بواسطة فتيل تأخر التفجير.
– يزن 1300 كيلو جرام، فيما يتحرك بسرعة تزيد عن 600 ميل في الساعة.
– يبلغ طوله أكثر من 5 أمتار ويبلغ طول جناحيه 3 أمتار.
-استخدمت القوات الجوية البريطانية والفرنسية صواريخ «ستورم شادو» في الخليج والعراق وليبيا.
وأمس الثلاثاء، وقع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، على عقيدة نووية «محدثة» تقضي، بأن أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة، بمشاركة دولة نووية، يعتبر هجوما مشتركا على بلاده.
لماذا لجأت أوكرانيا لهذه الصواريخ الآن؟
تتعرض مدن أوكرانيا وخطوطها الأمامية لقصف روسي يومي، وتشكو كييف من أن عدم السماح لها بضرب القواعد التي تشن منها القوات الروسية هذه الهجمات، مما جعلها تخوض هذه الحرب بذراع واحدة والذراع الأخرى مقيدة خلف ظهرها.
ولدى أوكرانيا برنامجها الخاص والمبتكر والفعال للطائرات من دون طيار البعيدة المدى، لكنها لا تستوعب سوى حمولة صغيرة من المتفجرات، ويتم اكتشاف معظمها واعتراضها.
وتقول كييف إنه من أجل صد الضربات الجوية الروسية، فإنها تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك ستورم شادو وأنظمة مماثلة مثل صواريخ “أتاكمز” الأميركية، التي يبلغ مداها أكثر من 300 كيلومتر.
ما الفرق الذي يمكن أن يحدثه صاروخ ستورم شادو؟
يرى مراقبون أن استخدام الصاروخ المذكور لن يحدث فرقا كبيرا، فكييف ظلت تطالب بالسماح لها باستخدام الصواريخ الغربية البعيدة المدى منذ وقت طويل، وفي المقابل اتخذت روسيا بالفعل احتياطات لاحتمال رفع القيود.
ولذلك، نقلت موسكو القاذفات والصواريخ وبعض التجهيزات الأخرى بعيدا عن الحدود مع أوكرانيا وخارج نطاق مدى صواريخ ستورم شادو.
وكان معهد دراسات الحرب قد قال في وقت سابق إن حوالي 200 قاعدة روسية ستكون في نطاق مدى صواريخ شادو ستورم التي ستطلق من أوكرانيا.
ويقول جاستن كرامب إنه في وقت تطور فيه الدفاع الجوي الروسي لمواجهة خطر ستورم شادو في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو داخل أوكرانيا، ستكون هذه المهمة أصعب بكثير بالنظر إلى نطاق الأراضي الروسية التي يمكن أن تتعرض الآن للهجوم.
وأضاف “هذا سيجعل تقديم الخدمات اللوجستية العسكرية والقيادة والسيطرة والدعم الجوي أكثر صعوبة، وحتى إذا انسحبت الطائرات الروسية بعيدا عن حدود أوكرانيا لتجنب التهديد الصاروخي، فإنها ستظل تعاني من زيادة في الوقت والتكاليف لكل طلعة جوية إلى خط المواجهة”.
وفي المقابل يعتقد ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في مركز أبحاث روسي، أنه من غير المرجح أن يحدث ستورم شادو فرقا كبيرا، فأوكرانيا ليس لديها الكثير من هذه الصواريخ، وبريطانيا ليست مستعدة لتقديم المزيد.
لماذا تردد الغرب في السماح لأوكرانيا بقصف العمق الروسي بصواريخه؟
ربما تكون الإجابة في جملة من كلمتين: خشية التصعيد. إذ تخشى واشنطن أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في عمق روسيا بصواريخ قدمتها لها الدول الغربية قد يدفع موسكو إلى الانتقام.
وكان مبعث الخوف في البيت الأبيض هو أن المتشددين في الكرملين قد يصرون على أن هذا الانتقام يجب أن يكون بمهاجمة نقاط عبور هذه الصواريخ في طريقها إلى أوكرانيا، مثل بولندا.
كما أن القادة الروس صرحوا في أكثر من مناسبة بأن ضرب العمق الروسي بالصواريخ البعيدة المدى الغربية ستعتبره موسكو عدوانا على أراضيها من الدولة التي زودت أوكرانيا بهذه الصواريخ، وبالتالي يصبح من حقها قصف هؤلاء المزودين.
المصادر: وکالات
النهایة
التعليقات